أنسى أياديك عندي وسترك علي في دار الدنيا، سيدي أخرج حب الدنيا من قلبي واجمع بيني وبين المصطفى وآله خيرتك من خلقك وخاتم النبيين محمد صلى الله عليه وآله وسلم وانقلني إلى درجة التوبة إليك وأعني بالبكاء على نفسي، فقد أفنيت بالتسويف والآمال عمري وقد نزلت منزلة الآيسين من خيري 263 فمن يكون أسوء حالا مني، إن أنا نقلت على مثل حالي إلى قبري لم أمهده 264 لرقدتي ولم أفرشه بالعمل الصالح لضجعتي، ومالي لا أبكي وما 265 أدري إلى ما يكون مصيري، وأري نفسي تخادعني وأيامي تخاتلني، وقد خفقت عند 266 رأسي أجنحة الموت، فمالي لا أبكي، أبكي لخروج نفسي أبكي لظلمة قبري أبكي لضيق لحدي أبكي لسؤال منكر ونكير إياي، أبكي لخروجي من قبري عريانا ذليلا حاملا ثقلي على ظهري، أنظر مرة عن يميني وأخرى عن شمالي إذ الخلائق في شأن غير شأني لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه، وجوه يومئذ مسفرة ضاحكة مستبشرة، ووجوه يومئذ عليها غبرة ترهقها قترة وذلة 267 سيدي! عليك معولي ومعتمدي ورجائي وتوكلي وبرحمتك تعلقي تصيب برحمتك من تشاء وتهدي بكرامتك من تحب، فلك الحمد على ما نقيت من الشرك قلبي ولك الحمد على بسط لساني، أفبلساني هذا الكال أشكرك أم بغاية جهدي في عملي أرضيك، وما قدر لساني يا رب في جنب شكرك وما قدر عملي في جنب نعمك وإحسانك إلي.
(٥٩١)