بعيد، وقد كان رود يارد كبلنج الشاعر الإنجليزي المعروف يقول: الشرق شرق، والغرب غرب، ولن يلتقيا أبدا! ومن الأخطاء الشائعة بين بعض الغربيين تصورهم أن الشرق عبارة عن بئر نفط وجمل وخيمه يقبع فيها رجل عار وأربع نساء جميلات!
ومن الأخطاء الشائعة في الشرق تصور بعض الشرقيين أن الغرب بكامله رجل يركض بكل قواه لتحصيل المال، وامرأة متبرجة عارية تبيع جسدها لكل طالب وتلهث وراء الجنس دون رادع من كرامة فردية أو محافظة اجتماعية عامة، وهو فهم مشترك عند أولئك الغربيين الذين يقرؤون الشرق في كتب من نوع ألف ليلة وليلة، ويتصورونه كما رسمه الرسامون الذين عاشوا في القرن الماضي بين القاهرة وبغداد ودمشق واسطانبول، وعند أولئك الشرقيين الذين لا يعرفون عن الغرب شيئا أبعد من بعض الأفلام الخليعة، مع بعض ما يقدمه سلفستر ستالون وأرنولد تشوزلنجر وآخرون، قلت في كلمة مع الأخ العلماني، إنه من الخطأ الجسيم أن نحاسب الماضي وفق مقاييس الحاضر وأحكامه، وكتب لي معلقا: ومن الخطأ أيضا أن نحاول أن نبني الحاضر وفق مقاييس الماضي وأحكامه.
وهذان الحكمان يصحان هنا أيضا، أي أننا نخطئ حين نتكلم عن المرأة الغربية بمقاييس الشرق، أو المرأة الشرقية بمقاييس الغرب، متناسبين اختلاف البيئة بين المرأتين..
المرأة المسلمة في البوسنة والهرسك، والمرأة المسلمة في الشيشان، كانتا استثناءا من هذه القاعدة، لأنه اجتمع للمرأتين هنا إسلامية الديانة والتراث الغربي نشأة وبيئة، ولا زلت أذكر هنا سخف بعض الأدعياء حين تحدث عن عدم جدوى نصرة المسلمين في البوسنة بحجة أن البوسنيات لا يغطين وجوههن،