الفيزياء، في شكل بياني واحد:
إذن فهناك تناقض تام بين النظرتين: تقول فرضية التطور إن التغيرات والتبدلات الحاصلة في دنيانا وفي الكون تؤدي إلى زيادة التعقيد وإلى زيادة النظام، أي هناك تطور متصاعد إلى أعلى بوتائر مستمرة.
أما علم الفيزياء فيقول إن جميع التغيرات والتبدلات الجارية في الكون (وفي دنيانا) تؤدي إلى زيادة (الإنتروبيا)، أي إلى زيادة الفوضى والتحلل والتفكك.. أي أن الكون لا يسير نحو الأفضل ونحو الأحسن، بل يسير نحو الأسوأ ونحو الأسفل، أي يسير إلى الموت، وأنه لا توجد أي عملية تلقائية تؤدي إلى زيادة النظام، وإلى زيادة التعقيد والتركيب.
ويتبين من هذا أن الزمن عامل هدم وليس عامل بناء، مع أن جميع التطوريين يلجؤون إلى الزمن لتفسير جميع الاعتراضات والمصاعب التي تواجه فرضية التطور، فعندما تستبعد قيام الصدف العمياء بإنتاج كل هذا النظام والتعقيد والجمال الذي يحفل به الكون يقولون لك: " ولكن هذا الأمر لم يحصل خلال مليون سنة، بل خلال مئات بل آلاف الملايين من السنوات "! كأنهم عندما يذكرون شريطا طويلا من الزمن يحسبون أنهم يحلون بذلك جميع المصاعب ويقدمون حلا لجميع المعجزات التي يحفل بها الكون!
وهذا جهل، بل جهل مركب، ونحن ندعو هؤلاء إلى تصفح بعض كتب الفيزياء لكي يعلموا أن الزمن الذي حسبوه عامل بناء وتطوير، ليس في الحقيقة إلا عامل هدم وتحلل وتفكك!
فإلى جانب أي نظرة نقف؟! أنقف بجانب فرضية (أو نظرية في أحسن الأحوال) لم تثبت صحتها حتى الآن، والتي يعارضها العديد من العلماء؟! أم