فيصل: يا ملعون! هل ظننت أنك ستنجو بفعلتك المهببة والمنيلة بستين نيلة؟
أما ألفا بن دلتا فهو والله يستحق الشهد على العسل، أما أنت، فحرام فيك حتى المر والعلقم! والهداية، أخبرتك عنها في منتدانا القديم، فهي إما أن تكون على يد رجل علم مثلك، أو أنا سأظل من الضالين، آمين. مشتاقين والله يا أمير.
الأخ علي.. الأول: أنا لا أنفي تماما وجود الخالق عز وجل، ولم أصل إلى مثل هذا اليقين، ولكنني يا علي، وفيما أملك بين يدي، لا أجد لوجوده ضرورة حقيقية ولا أثرا كبيرا بحجم عظمته وجلاله المفترض. كنت أتوقع أن يكون أجلى مما هوى وأظهر وأكثر وضوحا.. فهو الخالق العظيم، مالك الأكوان، ومنشئ كل شئ، وكن.. فيكون، وعبارة ترددها كل الأديان، تجعله أكبر من كل كبير، وفوق كل عال، وعالم كل غيب..
يا علي.. كل ما نستدل به على وجود الله، هو كلمات وأفكار مجردة من المحك العملي... لماذا لا يكون الأمر أكثر جلاءا؟ لا، لن أطيل في هذا، وسامحني.
وبالنسبة للقوة القادرة على الخلق، فذلك سؤال يحمل جوابه في تضاعيف حروفه.. وهو لذلك سؤال موجه، يفترض الإجابة.
أنا، ولا أعوذ بالله منها يا علي، أسأل ذلك السؤال بهذا الشكل: ما هي التفاعلات والأسباب التي أدت إلى.. هذه النتيجة. ولا يوجد داع حقيقي لافتراض خالق، عندما نجد ما يكفي من أسباب..
على فكرة! نسيت أن أقول لك حتى أكون أكثر صدقا بأنني رغم ما أعرفه من نظريات تطور تسير وتتسق مع المقولة الخلقية، إلا أنني لا أتفق مع أي منها فالمسألة كما أفهمها إما خلق معتبر لا يتعلق بأطراف الأسباب، أو هو نشوء وارتقاء.