يريده، لأنه يمس بكبريائه! وقد كشف الله تعالى مصيبتهم فقال عنهم:
(إن الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم إن في صدورهم إلا كبر ما هم ببالغيه فاستعذ بالله إنه هو السميع البصير. لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس ولكن أكثر الناس لا يعلمون. وما يستوي الأعمى والبصير والذين آمنوا وعملوا الصالحات ولا المسئ قليلا ما تتذكرون). (غافر: 56 - 58) وكتب أبو هاجر:
يا غربي، طالما أنك تتفق معي في أن الشكل الحالي لنظرية النشوء والتطور مليئ بالثغرات والانقطاعات، فلا أرى أن هناك داعيا لأن أقوم بدور المدعي العام، وتقوم أنت بدور محامي الدفاع.. لا سيما وأنك ستحيلني إلى المستقبل وما يحمله من مفاجاءات علمية!!
والذي يهمني من كلامك هو موقفك مما نعتبره نحن المسلمون الخالق القدير العظيم، وتعبره أنت شيئا هامشيا، يمكن أن يكون تفاعلات بين عناصر الطبيعية.
حيث قلت يا غربي: " كل ما نستدل به على وجود الله هو كلمات وأفكار مجردة من المحك العملي.. أسأل ذلك السؤال، بهذا الشكل: ما هي التفاعلات والأسباب التي أدت إلى.. هذه النتيجة.. ولا يوجد داع حقيقي لافتراض خالق، عندما نجد ما يكفي من أسباب.. فالمسألة كما أفهمها إما خلق معتبر، لا يتعلق بأطراف الأسباب، أو هو نشوء وارتقاء).
قبل أن نخوض في هذه الأسئلة والاستفسارات، وحتى يكون البحث مفيدا ومثمرا يجب أن نعود إلى الركائز التي يقوم عليها الموضوع برمته، وهي العلم والعقل البشري.. ولنبتعد في هذا البحث عن طريق الأقيسة الفلسفية التي تدور في الوهم والفراغ، ولنعتمد على حكم العقل في إدراك الواقع.
وفهمي لهذه القضايا مبدؤه أنه إذا نظرنا إلى العلم نفسه نجده عبارة عن محاولة