والمندوبة إقتداء بالإمام الحسين عليه السلام الذي جسدها بأروع صورها في يوم عاشوراء.
ولابد للمؤمنين أن يعيروا المجالس الحسينية اهتماما خاصا ويتخذوا من سيرة سيد الشهداء نبراسا ينير لهم طريق الحق لتتعمق على هديه علاقتهم بالقرآن الكريم والإسلام، ويعيشوا أهداف الحسين عليه السلام وقيمه ومثله التي هي أهداف وقيم ومثل الإسلام، ويضحوا من أجلها بكل غال ونفيس, وأن ينبذوا الفرقة ويترفعوا عن كل ما من شأنه التوهين بسمعة الإسلام العزيز أو تشويه صورته. فإن هذا هو المصداق الأمثل لقوله عليه السلام: أحيوا أمرنا. فإن إحياء أمرهم ليس بالبكاء والتباكي عليهم أو غيرها من المظاهر الحسينية التي ألفناها، بل المراد أيضا هو ما أشرنا إليه وغيره.
أيها المسلمون: لقد أصبحنا اليوم في زمن لا يزداد فيه الخير إلى إدبارا، والشر إلا إقبالا، فكونوا يا عباد الله من دعاة الخير ودحضة الشر.
أيها المسلمون: إن أعداء الإسلام زينوا لنا الدنيا بالشهوات والملذات، وشوهوا لنا الإسلام بأقوالهم الزائفة، بغية ابتعادنا عن إسلامنا العزيز، فلا تغتروا بما قدموا وأظهروا، وكونوا قوامين بالقسط شهدآء لله.
وفي الختام نوجه خطابنا إلى الاخوة الأعزاء خطباء المنبر الحسيني، وعموم المبلغين الذين هم لسان حال الإسلام وعنوانه فعليهم أن يتحلوا بكل الفضائل والكمالات، ولا سيما الورع والتقوى ليكونوا أهلا لحمل هذه الأمانة الربانية. ومعلم الناس أولى بتعليم نفسه وتهذيبها، لتكون بذلك موعظتهم أبلغ تأثيرا وأكثر نفعا، حتى تتربى الأجيال الإسلامية تحت منابرهم الكريمة، ويحملوا الإسلام وهمومه قلبا وقالبا. أخذ الله بأيدينا وأيديكم لما فيه سعادة الدارين.