الظاهر مما رواه الشيخ أن أم المؤمنين أم سلمة، هي أول من أقامت مجالس العزاء. وإن كان الظاهر مما ذكره الطبري في استشهاد الحسين أن أول من أقام مجلس العزاء هي هند بنت عبد الله بن عامر زوج يزيد بمشاركة العقيلة زينب عليها السلام وبقية النساء من السبايا. فقد ذكر الطبري: فخرجن حتى دخلن دار يزيد فلم تبق امرأة من آل معاوية إلا استقبلتهن تبكي وتنوح على الحسين، فأقاموا عليه المناحة ثلاثا.. وفي رواية أخرى ذكر: فلم تبق امرأة من آل يزيد إلا أتتهن وأقمن المأتم. ولا أرى ثمة خلافا في كلا الخبرين.
وينقل الطبري عن عبد الملك بن أبي الحارث السلمي أنه لما نادى بقتل الحسين في المدينة قال: لم أسمع والله واعية قط مثل واعية نساء بني هاشم في دورهن على الحسين!!
يوم عاشوراء * روى الشيخ في المصباح عن عبد الله بن سنان قال: دخلت على سيدي أبي عبد الله عليه السلام في يوم عاشوراء فلقيته كاسف اللون ظاهر الحزن ودموعه تنحدر من عينيه كاللؤلؤ المتساقط، فقلت: يا ابن رسول الله مم بكاؤك لا أبكى الله عينيك. فقال لي: أو في غفلة أنت؟! أما علمت أن الحسين بن علي أصيب في مثل هذا اليوم؟! فقلت: يا سيدي فما قولك في صومه؟ فقال لي: صمه من غير تبييت وأفطره من غير تشميت، ولا تجعله يوم صوم كامل. وليكن إفطارك بعد صلاة العصر بساعة على شربة من ماء، في مثل ذلك الوقت تجلت الهيجاء عن آل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وانكشفت الملحمة عنهم وفي الأرض منهم ثلاثون رجلا صريعا ما لهم على الأرض مثيل! يعز على رسول الله