وفي بحار الأنوار: 45 / 195: وفي رواية أخرى... قال: فلما أصبح استدعى حرم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال لهن أيما أحب إليكن: المقام عندي أو الرجوع إلى المدينة؟ ولكم الجائزة السنية، قالوا: نحب أولا أن ننوح على الحسين، قال: افعلوا ما بدا لكم، ثم أخليت لهن الحجر والبيوت في دمشق، ولم تبق هاشمية ولا قرشية إلا ولبست السواد على الحسين، وندبوه على ما نقل سبعة أيام، فلما كان اليوم الثامن دعاهن يزيد، وعرض عليهن المقام فأبين، وأرادوا الرجوع إلى المدينة، فأحضر لهم المحامل وزينها وأمر بالأنطاع الأبريسم.
وفي وفيات الأئمة عليهم السلام ص 85: ثم رجع الحسن والحسين عليهما السلام وأخوتهما من دفنه، وقعد في بيته ولم يخرج ذلك اليوم، ثم خرج عبد الله بن العباس بن عبد المطلب إلى الناس فقال: إن أمير المؤمنين قد توفى وانتقل إلى جوار الله، وقد ترك بعده خلفا، فإن أحببتم خرج إليكم وإن كرهتم فلا أحد على أحد، فبكى الناس وضجوا بالبكاء والنحيب، فقالوا: بل يخرج إلينا، فخرج إليهم الحسن وعليه ثياب سود وهو يبكى لفقد أبيه، فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه، وذكر النبي فصلى عليه، ثم قال:
أيها الناس: اتقوا الله فإنا أمراؤكم وساداتكم وأهل البيت الذين قال الله فيهم: إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا.
أيها الناس: لقد قبض في هذه الليلة رجل لم يسبقه الأولون، ولا يلحقه الآخرون. لقد كان يجاهد مع رسول الله فيفديه بنفسه، لقد كان يوجهه برايته فيكنفه جبرائيل عن يمينه وميكائيل عن شماله، فلا يرجع حتى يفتح الله عليه.