وبعد سيطرتهم ألزموا أعضاء دولتهم بلبس السواد، ثم ألزموا بذلك عامة الناس وبلبس قلانس سوداء طويلة!!.. الخ.
ففي مناقب آل أبى طالب: 3 / 86: عن تاريخ الطبري: أن إبراهيم الإمام أنفذ إلى أبى مسلم لواء النصرة وظل السحاب، وكان أبيض طوله أربعة عشر ذراعا، مكتوب عليها بالحبر: أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وأن الله على نصرهم لقدير. فأمر أبو مسلم غلامه أرقم أن يتحول بكل لون من الثياب، فلما لبس السواد قال: معه هيبة، فاختاره خلافا لبني أمية وهيبة للناظر. وكانوا يقولون: هذا السواد حداد آل محمد وشهداء كربلا، وزيد ويحيى.
وفي مقاتل الطالبيين ص 212: أخبرنا يحيى بن على قال: حدثنا عمر بن شبة قال: حدثنا على بن الجعد قال: رأيت أهل الكوفة أيام أخذوا بلبس السواد، حتى أن البقالين إن كان أحدهم ليصبغ الثوب بالأنقاس ثم يلبسه. انتهى. والأنقاس: الحبر الأسود.
وفي صفحة 393: عن عبد الله بن الحسين بن عبد الله بن إسماعيل بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب: امتنع من لبس السواد وخرقه لما طولب بلبسه، فحبس بسر من رأى حتى مات في حبسه، رضوان الله عليه.
وفي صفحة 407: عن القاسم بن عبد الله بن الحسين بن على بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام: كان عمر بن الفرج الرخجي حمله إلى سر من رأى، فأمر بلبس السواد فامتنع، فلم يزالوا به حتى لبس شيئا يشبه السواد فرضي منه بذلك، وكان القاسم رجلا فاضلا.
وفي البداية والنهاية: 10 / 127: وقد اجتمع الأوزاعي بالمنصور حين دخل الشام ووعظه وأحبه المنصور وعظمه، ولما أراد الانصراف من بين يديه