السلام، وأنه بعد ذلك قام بتكرار البكاء عليه أمام نسائه وفي بيتهن أحيانا كبيت أم سلمة وعائشة، وأحيانا أخرى مع أصحابه وحماته. وقد جاء ذلك متفرقا بين كتب وصحاح الفريقين..
وإن هذا البكاء والتأسي على ما سيصدر على ريحانة النبوة وعبق الرسالة لم ينته بموت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بل إن عليا عليه السلام كان قد احتمل ذلك في حياته وبكى عليه عند مروره بنينوى في خروجه إلى صفين.. وقد روى ذلك السبط ابن الجوزي الحنفي، وابن حجر في صواعقه، ومنتخب كنز العمال بألفاظ مختلفة.. كما ناحت عليه أعداؤه، وناحت عليه أهل الكوفة، وناحت عليه أهل الشام عند وصول السبايا، وأهل الحجاز، وأصاب الأمة من بعد مقتله هياج واكتئاب عجيب.
.
وحتى هذا الحد الذي ما ذكرت منه إلا غيظا من فيض.. يتضح أن البكاء على الحسين عليه السلام من المسائل التي يتأسى فيها برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلي وفاطمة، التي لم أنقل قصة بكائها لأنها من مروياتنا فقط ومعلومة عندنا، وقد قال تعالى: قد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة.
كما يتضح لنا عدم مسؤولية القول بأن البكاء على سيد الشهداء طارق طرق الشيعة من بعض الأمم الكفرية الأخرى، وأن هذا نبز للرسول صلى الله عليه وآله وسلم، قبل أن يكون نبزا لشيعته وشيعة أوليائه الطاهرين.
* فكتب (الفاروق): نعم صدقت! وأخذت هذه العبادة النياحة بالتطور ففي القرن الثالث داخلها شق الجيوب، وإنشاء الزوايا في داخل المساجد تسمى عزاء حسيني، وفي القرن الرابع أخذت هذه العبادة بالتطور أكثر قليلا بحيث أصبح النائح يهيل التراب على نفسه ويمرغها تمريغا، وفي هذه الأيام