قبل. وكان طريقهم الحق والاجتهاد، ولم يكونوا في محاربتهم لغرض دنيوي، أو لإيثار باطل، أو لاستشعار حقد كما قد يتوهمه متوهم وينزع إليه ملحد، وإنما اختلف اجتهادهم في الحق. وقد روى البخاري: إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر. ومن المسلم عند كل من اطلع على مذهب الإمامية يعلم أنهم يكفرون معاوية لقتاله عليا، ولكن الثابت أن الحسن بن علي وهو من الأئمة المعصومين عندهم قد صالح معاوية وبايعه على الخلافة، فهل صالح الحسن المعصوم كافرا وسلم له بالخلافة؟! أم أصلح بين فئتين مسلمتين كما قال النبي: ابني هذا سيد ولعل الله يصلح به بين فئتين من المسلمين.
وأخيرا إذا لم يقتنع الرافضة بذلك، فسنضطر لكي نستقي من مصادر الاثني عشرية ما يثبت أن عليا ومعاوية على حق ومأجورين على اجتهادهما! فقد ذكر الكليني في كتابه الروضة من الكافي وهو أهم كتاب في أصول وفروع مذهب الاثني عشرية، عن محمد بن يحيى قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: اختلاف بني العباس من المحتوم والنداء من المحتوم وخروج القائم من المحتوم، قلت وكيف النداء؟ قال: ينادي مناد من السماء أول النهار: ألا إن عليا وشيعته هم الفائزون، وقال: وينادي مناد في آخر النهار: ألا إن عثمان وشيعته هم الفائزون). روضة الكافي 8 / 177. انتهى.
* قال العاملي: ثم أورد المسلول أحاديث موضوعة تحت عنوان (روايات في فضائل معاوية رضي الله عنه) متجاهلا أن علماء الجرح والتعديل من المذاهب السنية حكموا بأنه لم يصح في فضل معاوية أي حديث إلا قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: لا أشبع الله بطنه! وقد دلس المسلول فيما أورده من