ثم قال السيد شرف الدين في هامشه: ولا يخفى ما في كلامه من الدلالة على تخوفه من العامة وجمهور المسلمين أن ينكروا عليه إخراج هذه الصحاح، فاعتذر إليهم بأنه لم يسعه أن يخلي كتابه منها، وجعل الله شهيدا فيما بينه وبينهم على ذلك! وهنا عرفت معنى قول القائل:
ما المسلمون بأمة لمحمد * كلا ولكن أمة لعدوه!
والعجب من المسلم ينتصر لهم وقد جرعوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم كل غصة، وقعدوا له في كل مرصد، ووثبوا عليه وعلى أهل بيته من بعده كل وثبة، وما لعنه إلا ليطردهم الله من رحمته، ويجتنبهم المؤمنون من أمته جزاء وفاقا، لا ليقربهم إلى الله زلفى كما يخرفون.
قلت: وهذا القدر كاف لإثبات ما قلناه من أنهم إنما اختلقوا هذا الحديث وأمثاله تداركا لتلك اللعنات. ومما يوجب الأسف أن العامة آثرت أولئك اللعناء المنافقين على نبيها صلى الله عليه وآله وسلم من حيث لا تشعر، إذ صححوا هذه الخرافة صونا للملعونين، ولم يأبهوا بما يلزم ذلك من اللوازم التي لا تليق برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وما كان للأمة أن تحتفظ بكرامة من لعنهم نبيها لنفاقهم، ونفاهم لإفسادهم، فتضيع على أنفسها المصلحة التي توخاها صلى الله عليه وآله وسلم لها في لعنهم وإقصائهم).
- وقال محمد بن عقيل في النصائح الكافية لمن يتولى معاوية ص 142:
(قال فخر الدين الرازي في تفسيره: وهذا هو قول ابن عباس عن عطاء، ثم قال أيضا: قال ابن عباس: الشجرة الملعونة في القرآن بنو أمية، يعني الحكم بن أبي العاص. قال: ورأى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في المنام أن ولد