مروان يتداولون منبره، فقص رؤياه على أبي بكر وعمر، وقد خلا في بيته معهما، فلما تفرقوا سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الحكم يخبر برؤيا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم!! فاشتد ذلك عليه واتهم عمر في إفشاء سره، ثم ظهر أن الحكم كان يتسمع إليهم، فنفاه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وقد ذكر الشيخ بن حجر الهيثمي جملة أحاديث في هذا المعنى في كتابه تطهير الجنان، منها ما قال: جاء بسند رجاله رجال الصحيح، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: ليدخلن الساعة عليكم رجل لعين، فو الله ما زلت أتشوف داخلا وخارجا حتى دخل فلان يعني الحكم! كما صرحت به رواية أحمد.
- وقال سعيد أيوب في معالم الفتن ص 214): (قال تعالى: وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا.. ولا ندري ما هذه الشجرة الملعونة في القرآن التي جعلها فتنة للناس. ولا يوجد في القرآن شجرة يذكرها الله ثم يلعنها؟!
قالوا: إنها شجرة الزقوم التي جاء ذكرها في قوله تعالى: أم الشجرة الزقوم إنا جعلناها فتنة للظالمين. فالشجرة في الآية وصفت بأنها فتنة، أي عقاب للظالمين، فكيف يقال أن العقاب ملعونا، والله تعالى لم يلعن الشجرة! فلو كانت الشجرة ملعونة لكونها تخرج في أصل الجحيم، وسببا من أسباب عذاب الظالمين، لكانت النار وكل ما أعد الله فيها للعذاب ملعونة، وهذا لا يصح، لأن الله أعد لها ملائكة للعذاب فقال تعالى: وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة، وقد أثنى الله تعالى على ملائكة النار، فقال تعالى: عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون...).