منها جانبا، فلم يجدا بدا من الإذعان له وسلماها إليه، فخلع عليهما وأطلقهما، وعاد في عساكره، وقد ملك القدس فدخل عسقلان وكان بها مكان دارس فيه رأس الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما فأخرجه.. وعطره وحمله في سفط إلى أجل دار بها، وعمر المشهد، فلما تكامل حمل الأفضل الرأس الشريف على صدره وسعى به ماشيا إلى أن أحله في مقره. وقيل إن المشهد بعسقلان بناه أمير الجيوش بدر الجمالي وكمله ابنه الأفضل.. وكان حمل الرأس إلى القاهرة من عسقلان ووصوله إليها في يوم الأحد ثامن جمادى الآخرة سنة ثمان وأربعين وخمسمائة، وكان الذي وصل بالرأس من عسقلان الأمير سيف المملكة تميم واليها، والقاضي المؤتمن.. ويذكر أن هذا الرأس الشريف لما أخرج من المشهد بعسقلان، وجد دمه لم يجف، وله كريح المسك، فقدم به الأستاذ مكنون في عشاري من عشاريات الخدمة وأنزل به إلى الكافوري، ثم حمل في السرداب إلى قصر الزمرد، ثم دفنه عند قبة باب الديلم بباب دهليز الخدمة، فكان كل من يدخل الخدمة يقبل الأرض أمام القبر، وكانوا ينحرون في يوم عاشوراء عند القبر الإبل والبقر والغنم.
هذا ما ذكره المقريزي في خططه الشهيرة.. وللحديث بقية..
* وكتب (موسى العلي) بتاريخ 3 - 4 - 2001، الثالثة والربع صباحا:
شكرا دكتورنا العزيز..
كتابة أدبية مميزة كالعادة عن الإمام الحسين عليه السلام، وقد انتظرناها بفارغ الصبر، وحقه عليك أنت بالخصوص كبير يا دكتور.. فأنت كما تقول عشت أجواء مسجده في القاهرة، لذا ينبغي عليك أن تعكس أجواء