فلما سمعت فاطمة بأن أباها زوجها وجعل الدراهم مهرها قالت: يا أبت إن بنات سائر الناس تزوجهن على الدراهم والدنانير وزوجتني على الدراهم والدنانير، فما الفرق بين بنتك وبين سائر الناس أن يجعل مهري، فاسأل الله أن يجعل مهري شفاعة عصاة أمتك. فنزل جبرئيل من ساعته وبيده حرير وفيه مكتوب " جعل الله مهر فاطمة الزهراء بنت محمد المصطفى صلى الله عليه وآله شفاعة أمته العاصين ".
فأوصت فاطمة وقت خروجها من الدنيا بأن يجعل ذلك الحرير في كفنها وقالت: إذا حشرت يوم القيامة أرفع هذا الحرير وأشفع عصاة أمة النبي.
إنتهى كلامه.
ومنهم العلامة الشيخ أبو نصر محمد بن عبد الرحمن الحنفي الهندي في " السبعيات " (ص 78 ط جمال أفندي في اسلامبول) قال:
روي أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم كان يحب فاطمة لأنها كانت زاهدة عابدة وحب الولد الزاهد مباح ولأنها كانت تذكرة له من خديجة رضي الله عنها وكانت لها أمومة الحسن والحسين قرتا عيني رسول الله عليه السلام وكانت لها أسماء تدعى بها * أولها بتولة * والثانية زهراء الثالثة * وطاهرة * والرابعة مطهرة * والخامسة فاطمة. وكانت قد بلغت مبلغ النساء وكان رسول الله عليه السلام يغتم لأجلها ويقول: ليست لها والدة لتربيها وتهئ لها أسباب تزويجها.
فنزل جبرائيل عليه السلام وقال: الجبار يقرؤك السلام ويقول يا محمد لا تغتم لأجلها فإني أحبها أكثر من حبك فوض أمر تزويجها إلي فإني أزوجها ممن أحب. فسجد رسول الله عليه السلام عند ذلك سجدة الشكر ثم رجع جبرائيل عليه السلام.
فلما كان يوم الجمعة جاء إلى رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم وبيده