المجالس الفاخرة في مصائب العترة الطاهرة - السيد شرف الدين - الصفحة ١٦٣
إسحاق بن حوية (1)، وأخذ سراويله أبجر بن كعب (2)، وأخذ عمامته أخنس بن
(١) وهو: إسحاق بن حوية (حياة) الحضرمي، أحد المجرمين في جيش الكوفة ممن شارك في واقعة كربلاء، حيث قام بعد استشهادالإمام الحسين عليه السلام بسلبه قميصه، وهو من جملة من تطوع - بأمر عمر بن سعد - لرض جسد الإمام الحسين عليه السلام بالخيل، حيث تعتبر هذه الجريمة من الجرائم المفجعة التي ارتكبها جيش ابن زياد بحق الإمام الحسين، وكانت هذه الجريمة قد تمت بتحريض من شمر بن ذي الجوشن لابن زياد، فالكتاب الذي بعثه عمر بن سعد إلى ابن زياد كان كتابا عاديا، لكن ابن زياد رد عليه بكتاب يعنفه فيه، وكتب إليه: إني لم أبعثك إلى الحسين لتكف عنه، ولا لتمنيه، ولا لتطاوله، ولا لتقعد له عندي شافعا، انظر فإن نزل الحسين وأصحابه على الحكم واستسلموا فابعث بهم إلي سلما، وإن أبوا فازحف إليهم حتى تقتلهم وتمثل بهم، فإنهم لذلك مستحقون، فإن قتل الحسين فاوطئ الخيل صدره وظهره، فإنه عاق شاق قاطع ظلوم، فإن أنت مضيت لأمرنا جزيناك جزاء السامع المطيع، وإن أنت أبيت فاعتزل جندنا، وخل بين شمر وبين العسكر، فأتى شمر بالكتاب وسلمه لعمر بن سعد.
وبعد استشهادالإمام الحسين عليه السلام عصر يوم عاشوراء نادى عمر بن سعد في أصحابه من ينتدب إلى الحسين فيوطئه بفرسه؟ فانتدب منهم عشرة، حيث داسوا الحسين بخيولهم حتى رضوا صدره وظهره، وهم: إسحاق بن حوية الحضرمي الذي سلب الحسين عليه السلام قميصه، وأخنس بن مرثد، وحكيم بن طفيل السبيعي، وعمر بن صبيح الصيداوي، ورجاء بن منقذ العبدي، وسالم بن خيثمة الجعفي، وواحظ بن ناعم، وصالح بن وهب الجعفي، وهانئ بن ثبيت الحضرمي، وأسيد بن مالك لعنهم الله.
وجاء هؤلاء العشرة حتى وقفوا على ابن زياد، فقال أحدهم وهو أسيد بن مالك:
نحن رضضنا الصدر بعد الظهر * بكل يعسوب شديد الأسر فقال ابن زياد لعنه الله: من أنتم؟ قالوا: نحن الذين وطئنا بخيولنا ظهر الحسين حتى طحنا حناجر صدره. قال: فأمر لهم بجائزة يسيرة.
قال أبو عمرو الزاهد: فنظرنا في هؤلاء العشرة فوجدناهم جميعا أولاد زنا.
وهؤلاء أخذهم المختار رحمه الله فشد أيديهم وأرجلهم بسلاسل الحديد، وأوطأ الخيل ظهورهم حتى هلكوا. أنظر: الملهوف: ١٨٣، زينة المجالس: ٤٥٩.
(٢) وقيل اسمه: أبحر بن كعب، حيث قام بتجريد الإمام من ثيابه بعد قتله، وترك جسد الحسين عاريا على رمضاء كربلاء، وقد يبست يدا هذا الشخص فيما بعد حتى أصبحتا كالخشبتين، وجاء في خبر آخر إنه أصيب بعد ارتداء السروال بشلل في رجليه أقعده عن الحركة تماما.
أنظر: إثبات الهداة ٥: ٢٠١، عوالم الإمام الحسين: ٢٩٧، بحار الأنوار ٤٥: ٥٧.