الزنديق ما هكذا قلت له، سألني عن الغناء فقلت له إن رجلا أتى أبا جعفر عليه السلام فسأله عن الغناء فقال له يا فلان إذا ميز الله بين الحق فأين يكون الغناء فقال مع الباطل فقال قد حكمت (١) ورواه الكشي بسند صحيح عن أبي الحسن عليه السلام.
وروى ابن بابويه في الخصال عن أبي عبد الله عليه السلام قال: الغناء ينبت (يورث - خ م) النفاق ويورث الفقر (٢).
وفي عيون الأخبار عن الرضا عليه السلام أنه سئلا عن السماع فقال لأهل الحجاز فيه رأي وهو في حيز الباطل واللهو أما سمعت الله يقول وإذا مروا باللغو مروا كراما (٣).
أقول: في هذا دلالة على منافاة السماع للإيمان إذ وصف عباد الرحمن المؤمنين بتركه وفي معناه غيره وفيه وفي الذي قبله دلالة على دخول الغناء في قسم الباطل واللهو واللغو فجميع ما ورد في ذلك يتناوله وهو أكثر من أن يحصى.
الثامن: الآيات الشريفة القرآنية الدالة على تحريم الغناء التي فسرها بذلك أهل الذكر الراسخون في العلم أصحاب العصمة عليهم السلام فمنها: قوله تعالى ﴿والذين لا يشهدون الزور﴾ (٤) روى الكليني بسند صحيح عن أبي عبد الله عليه السلام أن المراد به الغناء (٥).
ومنها: قوله تعالى ﴿ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين﴾ (6) والمراد بلهو الحديث