الباب الثالث في إبطال اعتقاد الحلول والاتحاد ووحدة الوجود، اعلم: أن هذا المذهب القبيح والاعتقاد الباطل الشنيع لم ينسبه أحد من العلماء والمتكلمين إلا إلى الصوفية واتفقوا على بطلانه وأجمعوا على فساده ولا ريب أن الصوفية كلهم أو أكثرهم معتقدون له وإن كان منهم الآن ينكرون كونه اعتقادا لهم لظهور فساده وشناعته لكنه ظاهر واضح في كلامهم، وأشعارهم مصرح به في كثير من كتبهم واعتقاداتهم وقد اتفق العلماء على نسبته إليه ونقله عنهم وعلى كل حال فمحبة الصوفية للذين صرحوا بهذا الاعتقاد الباطل وحسن ظنهم بهم، وثناؤهم عليهم وميلهم إليهم أمر لا يمكن إنكاره وهو كاف في الرد عليهم وبه يظهر كذبهم في إنكاره، ثم اعلم أن الكلام في هذا الباب ينقسم إلى أقسام يحسن إفراد كل منها في فصل فههنا اثنا عشر فصلا.
الأول فيما يدل على بطلان ذلك الاعتقاد من جهة العقل ولنذكر من ذلك اثني عشر وجها:
الأول: عدم ظهور دليل قطعي على صحته وقد عرفت في الباب الأول حجية هذا الوجه في مثل هذا المقام والعمل بالظن هنا غير معقول بل بطلانه اتفاقي ولم يذكروا لهذا الاعتقاد الفاسد دليلا في كتبهم يمكن الالتفات إليه بل بعضهم أورد