الباب الثاني:
في إبطال التصوف وذمه عموما ولا بد من ذكر مذاهبهم أولا وهي اثنا عشر:
وممن ذكرها الشيخ نجم الدين عمر النسفي وهو من علماءهم المطلعين على حقايق مذهبهم.
قال الشيخ المذكور في كتاب بيان مذهب التصوف ما هذا لفظه اعلم أن أصحاب التصوف على اثني عشر فرقة واحدة منهم على الحق المستقيم والباقي على البدعة والضلالة فالذين هم على الضلالة: الحبيبية، والأوليائية والشمراخية و الإباحية والحالية، والحلولية، والحرورية، والواقفية، والمتجاهلة، والمتكاسلة والإلهامية.
الأولى: الحبيبية يقولون: العبد يتخد الله تعالى حبيبا وينقطع عن محبة المخلوقين ويرفع التكليف عنهم وأيضا يرفع عنهم خطابات العبادات والحرام عليهم حلال وترك الصلاة والصوم عندهم جايز ولا يسترون عوراتهم وهذا كفر محض ولا يعرفهم الناس بأقوالهم بل بأفعالهم فاحذروا عنهم.
الثانية: الأوليائية وهم قوم يقولون: إن العبد يبلغ درجة الولاية ويرفع خطاب الأمر والنهي عنه وهذا كفر وضلالة.
الثالثة: الشمراخية وهم قوم يقولون: إذا عرف العبد الله سبحانه يرفع الأمر والنهي عنه بسماع الدف والطبل والمزمار راغب ويقولون: إن النساء كالرياحين وشم الرياحين مباح وهؤلاء قوم عبد الله بن الشمراخية وهم يسيرون في العالم بكسوة أهل الصلاح