الشرب والملاهي تقليدا للغزالي وأضرابه من العامة فأما القسم الأول فيأتي الكلام معهم وأما الثاني فيرد عليهم ويبطل قولهم عموم الأدلة السابقة وخصوص حديث عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله اقرؤا القرآن بألحان العرب وأصواتها وإياكم ولحون أهل الفسوق والكبائر (1) فإنه سيجئ من بعدي أقوام يرجعون القرآن ترجيع الغناء والنوح والرهبانية لا يجوز تراقيهم قلوبهم مقلوبة وقلوب من يعجبه شأنهم (2).
فصل هذا الحديث الشريف رواه الكليني في الكافي والطبرسي في مجمع البيان والشيخ بهاء الدين في الكشكول وغيرهم ووجوده في هذه الكتب المعتمدة وأمثالها من جملة من القرائن الدالة على صحته وسنده في الكافي علي بن محمد عن إبراهيم الأحمر عن عبد الله بن حماد عن عبد الله سنان وعلي بن محمد هنا هو ابن عبد الله بن أذينة الثقة الذي هو من جملة رجال العدة التي يروي عنها محمد بن يعقوب وقد وقع التصريح بكونه ابن عبد الله في كتاب العلم وكتاب الطهارة وغيرهما ويحتمل كونه علي بن محمد المعروف بعلان الكليني الثقة الجليل وعلى تقدير كونه غيرهما وأن يعد فكونه من مشايخ الكليني وكثرة روايته عنه مع وصف أحاديثه بالصحة كما يفهم من أول الكتاب دليل على اعتماده.
وإبراهيم الأحمر الظاهر أنه ابن إسحاق وهو وإن ضعفه بعضهم لكن ذكروا أن كتبه قريبة من السداد بل وثقه الشيخ بحسب الظاهر وفي اتحاد الموثق والمضعف نظر فإن كان هنا هو الثقة فلا كلام وإن كان المضعف فإما أن تكون الرواية من كتابه وكتبه قريبة من السداد كما عرفت بل معلومة السداد هنا لموافقتها ما مضى ويأتي