الباب الثامن في إبطال ما يعتقدونه من أفضل العبادات أيضا من الرقص والصفق بالأيدي والصياح ويدل على ذلك أكثر الوجوه السابقة ويزيد على ذلك من الكتاب والسنة أما الكتاب فقوله تعالى ﴿وما كان صلواتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية فذوقوا العذاب﴾ (1).
فقد ذم الله الكفار بهذا الفعل وعابهم به وجعله من أسباب استحقاق العذاب وقد ذكر ذلك العلامة في كتاب نهج الحق وكشف الصدق في بحث الحلول والرد على الصوفية فيه فقال: وعبادتهم الرقص والتصفيق والغناء وقد عاب الله ذلك على الجاهل والكفار فقال: (وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية) فأي تغفل أبلغ من تغفل من يتبرك بمن يعبد الله بما عاب به الكفار (انتهى).
وقال صاحب الكشاف: المكا بوزن التفا والرعا من مكا يمكو إذا صفر ومنه المكا كأنه سمى بذلك لكثرة مكائه والتصدية: التصفيق تفعله من الصدا أو من صد يصد والمعنى أنهم وضعوا المكا والتصدية موضع الصلاة (انتهى).
وفي القاموس: مكا يمكو ومكاء صفر بفيه أو شبك بأصابعه ونفخ فيها وقال أيضا التصدية التصفيق (انتهى).
وأما السنة فمنها: ما رواه الكليني في باب الغناء عن أبي عبد الله عليه السلام قال قال