دل الدليل فيه على نفي التحريم إذا عرفت ذلك علمت أن هذه الوجوه دالة على الرد على الصوفية فإن مشايخهم ورؤسائهم من العامة يجب اجتنابهم وترك مشاكلتهم والاقتداء بهم في أقوالهم وأفعالهم ومسالكهم المخالفة للشرع.
الفصل الثاني في تحريم الابتداع في الدين ويدل على ذلك اثنا عشر وجها.
الأول: قضاء الضرورة به فإنه من أوضح ضروريات الدين وقد انعقد على التحريم هنا إجماع المسلمين.
الثاني: ما رواه الصدوق في الفقيه بأسانيده الصحيحة عن أبي عبد الله عليه السلام قال كان في الزمان الأول رجل طلب الدنيا من حلال فلم يقدر عليها وطلبها من حرام فلم يقدر عليها فأتاه الشيطان فقال له يا هذا إنك قد طلبت الدنيا من حلال فلم تقدر عليها فطلبتها من حرام فلم تقدر عليها أفلا أدلك على شئ تكثر به دنياك ويكثر به تبعك؟ قال:
بلى تبتدع دينا وتدعو الناس إليه ففعل فاستجاب له الناس فأطاعوه وأصاب من الدنيا ثم إنه فكر فقال ما صنعت ابتدعت دينا ودعوت الناس إليه وما أرى من توبة إلا أن أتى من دعوته فأرده عنه فجعل يأتي أصحابه الذين أجابوه فيقول إن الذي دعوتكم إليه باطل وإنما ابتدعته فجعلوا يقولون: كذبت هو الحق ولكنك شككت في دينك فرجعت عنه فلما رأى ذلك عمد إلى سلسلة فوتد لها وتدا ثم جعلها في عنقه وقال لا أحلها حتى يتوب الله علي قال فأوحى الله إلى نبي من الأنبياء قل لفلان وعزتي وجلالي لو دعوتني حتى تنقطع أوصالك ما استجبت لك حتى ترد من مات على ما دعوته إليه فيرجع عنه (1).
الثالث: الآيات الشريفة القرآنية كقوله تعالى (قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من