المسلك في أصول الدين - المحقق الحلي - الصفحة ٢٥٤
ولقوله: (وسيجنبها الأتقى) (19).
والمراد بالأتقى هنا أبو بكر، إذ لو لم يرد لكان المراد بها عليا - عليه السلام - وعلي غير مراد منها، لأن الأتقى موصوف بكونه ممن ليس لأحد عنده من نعمة تجزى (20) وعلي - عليه السلام - عليه نعمة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بتربيته وتغذيته والإنفاق عليه.
وإذا كان أتقى وجب أن يكون أكرم لقوله تعالى: (إن أكرمكم عند الله أتقاكم) (21) والأتقى مرضي عند الله تعالى، وإذا كان أبو بكر ممن رضي الله عنه، وجب أن يكون إماما بالإجماع، إذ كل من وصفه بذلك قال بإمامته.
الخامس: خاطبت الصحابة أبا بكر بالإمامة وبخلافة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكذلك خاطبه علي - عليه السلام - فوجب أن يكون إماما صونا لألفاظ الصحابة عن الكذب والنفاق.
لا يقال: لعل خطاب علي - عليه السلام - تقية.
لأنا نقول: لم يكن مضطرا إلى خطابه بذلك، لأن له مندوحة (22) بغيره من الألفاظ.
السادس: لو كان علي - عليه السلام - منصوصا عليه بالإمامة نصا مشهورا لكان إما يساعده الناس على حقه أو يخذلونه، ويلزم من الأول توجيه الخطأ

(19) سورة الليل، الآية: 17.
(20) (وسيجنبها الأتقى * الذي يؤتي ماله يتزكى * وما لأحد عنده من نعمة تجزى * إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى).
(21) سورة الحجرات، الآية: 13.
(22) في هامش النسخة: أي سعة.
(٢٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 249 250 251 252 253 254 255 256 257 258 259 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حياة المحقق الحلي 5
2 ولادته 5
3 اسمه وكنيته ولقبه ونسبه 5
4 أبوه وجده 5
5 الثناء عليه 6
6 بعض مشايخه 15
7 بعض تلامذته 16
8 تأليفاته 17
9 وفاته 18
10 نسخ هذين الكتابين 19
11 مقدمة المؤلف 33
12 النظر الأول: في التوحيد 37
13 المطلب الأول: في اثبات العلم بالصانع 39
14 المطلب الثاني: في ما يوصف به سبحانه من الصفات الثبوتية 42
15 القسم الأول من الصفات وهو على أربعة أوصاف 42
16 الوصف الأول 42
17 الوصف الثاني 44
18 الوصف الثالث 45
19 الوصف الرابع 45
20 القسم الثاني من الصفات 47
21 القسم الثالث 51
22 المطلب الثالث: في ما ينفى عنه من الصفات 54
23 من لواحق الكلام في الصفات 72
24 النظر الثاني: في أفعاله سبحانه وتعالى 77
25 البحث الأول: في أنا فاعلون خلافا للأشاعرة والكلابية 78
26 البحث الثاني: في الحسن والقبح العقلي 85
27 البحث الثالث: في أنه تعالى لا يفعل القبيح ولا يخل بالواجب 88
28 البحث الرابع: في فروع العدل وفيه أربعة مطالب 92
29 المطلب الأول: في التكليف 92
30 المقام الأول: في حسنه 93
31 المقام الثاني: في ما يتناوله التكليف 95
32 المقام الثالث: في الألطاف 100
33 المطلب الثاني: الكلام الآلام والأعواض 104
34 فائدة 105
35 المطلب الثالث: في الآجال والأرزاق والأسعار 111
36 المطلب الرابع: في الوعد والوعيد 115
37 المقصد الأول: المطيع يستحق بطاعته الثواب 117
38 المقصد الثاني: في ما يسقط المستحق من العقاب 122
39 المقصد الثالث: في إيصال المستحق وفيه بحثان 130
40 البحث الأول 131
41 المقام الأول: هل الفناء معنى يضاد الجواهر؟ 131
42 المقام الثاني: في كيفية الفناء 132
43 البحث الثاني: في كيفية الإعادة وفيه فصلان 135
44 الفصل الأول: الكلام في عذاب القبر والميزان والصراط 138
45 الفصل الثاني: في عقاب الفاسق وما يطلق عليه من الأسماء 142
46 النظر الثالث: في النبوات 153
47 البحث الأول: النبي هو البشري المخبر عن الله تعالى 153
48 البحث الثاني: في صفات النبي 154
49 البحث الثالث: في ما يستدل به على صدق مدعى النبوة 161
50 المطلوب من هذا الباب 172
51 وأما المعجزات المنقولة التي هي سوى القرآن فكثيرة 176
52 النظر الرابع: في الإمامة 187
53 البحث الأول: في حقيقة الإمامة ووجوبها 187
54 البحث الثاني: في صفات الإمام 198
55 البحث الثالث: في الطريق إلى تعيين الإمام 210
56 المقصد الأول: في تعيين الإمام بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم 214
57 الدليل الأول 215
58 الدليل الثاني 219
59 الدليل الثالث 220
60 الدليل الرابع 221
61 الدليل الخامس 241
62 أدلة أخرى على إمامة علي - عليه السلام - 248
63 رد الأدلة التي أقاموها لإمامة أبي بكر 252
64 تفضيل علي - عليه السلام - 263
65 رد تفضيل أبي بكر 270
66 المقصد الثاني: في الدلالة على إثبات (إمامة) الأئمة بعد علي - عليه السلام - 272
67 المقصد الثالث: في مباحث متعلقة بالغيبة 276
68 المقصد الرابع: يشتمل على مباحث 285
69 البحث الأول: الملائكة معصومون 285
70 البحث الثاني: فاطمة - عليها السلام - معصومة 286
71 البحث الثالث: الباغي على علي - عليه السلام - 287
72 البحث الرابع: الأنبياء أفضل من الملائكة 288
73 الرسالة الماتعية 291
74 الفصل الأول: في معرفة الله تعالى 294
75 الفصل الثاني: في أنه تعالى حكيم لا يفعل قبيحا ولا يخل بواجب 299
76 الفصل الثالث: في النبوة 303
77 الفصل الرابع: في الإمامة 306