المسلك في أصول الدين - المحقق الحلي - الصفحة ٢٥٠
ومنها قولهم: لو كان الإمام غير علي لكان ركونا إلى الظالم، وهو منفي لقوله: (ولا تركنوا إلى الذين ظلموا...) (5) لأنه ليس أحد ادعيت له الإمامة في ذلك الزمان إلا وقد كان كافرا قبل إسلامه، والكافر ظالم. (6) ومنها قولهم: كل من عدا (7) عليا كان ظالما بكفره، فلا يناله العهد، لقوله تعالى: (لا ينال عهدي الظالمين) (8).
ومنها قوله - عليه السلام -: " من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه " (9) والمولى هو الأولى لاستحالة أن يريد ولي النصرة.

(5) سورة هود، الآية: 113.
(6) قال تعالى: (إذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم) سورة لقمان، الآية: 13.
(7) في هامش النسخة: عدا أي ظلم. فتأمل.
(8) سورة البقرة، الآية: 124. قال العلامة الطباطبائي في تفسيره القيم " الميزان " 1 / 277: وقد سئل بعض أساتيذنا - رحمة الله عليه - عن تقريب دلالة الآية على عصمة الإمام فأجاب:
إن الناس بحسب القسمة العقلية على أربعة أقسام: من كان ظالما في جميع عمره، ومن لم يكن ظالما في جميع عمره، ومن هو ظالم في أول عمره دون آخره، ومن هو بالعكس، هذا وإبراهيم - عليه السلام - أجل شأنا من أن يسأل الإمامة للقسم الأول والرابع من ذريته، فبقي قسمان، وقد نفى الله أحدهما، وهو الذي يكون ظالما في أول عمره دون آخره، فبقي الآخر وهو الذي يكون غير ظالم في جميع عمره.
(9) هذا الحديث متواتر فراجع مجلدات الغدير من عبقات الأنوار أو تلخيصه المسمى بفيض القدير وكلاهما قد طبعا أخيرا بصورة حسنة بقم.
(٢٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 245 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 ... » »»
الفهرست