ورجل خشب: في جسده صلابة وشدة وحدة.
والخشيب: الغليظ الخشن من كل شيء كالخشب ككتف، والخشيبي كالخشيب: اليابس، نقله ابن سيده عن كراع.
وقد اخشوشب الرجل: إذا صار صلبا خشنا في دينه، وملبسه، ومطعمه، وجميع أحواله.
ورجل خشب وقشب، بكسرهما: لا خير فيه أو عنده، هكذا في النسخ والصحيح - كما في لسان العرب وغيره - تقديم قشب على خشب، فإن خشبا إتباع لقشب، فتأمل.
والخشب ككتف: الخشن وظليم خشب (1): خشن، وكل شيء غليظ خشن فهو خشب كالأخشب والخشب: العيش غير المتأنق فيه ومن المجاز: مال خشيب وحطب جزل (2).
واخشوشب في عيشه: شظف وصبر على الجهد، ومنه قالوا: " تمعددوا واخشوشبوا ". ورد ذلك في حديث عمر رضي الله عنه، أو تكلف في ذلك ليكون أجلد له وقيل: الاخشيشاب في الحديث: ابتذال النفس في العمل، والاحتفاء في المشي، ليغلظ الجسد، ويروى: واخشوشنوا، من العيشة الخشناء، ويروى بالجيم، والخاء المعجمة والنون، يقول: عيشوا عيش معد، يعني عيش العرب الأول ولا تعودوا أنفسكم الترفه أو عيشة العجم، فإنه يقعد بكم عن المغازي.
والأخشب من الجبال: الجبل الخشن العظيم الغليظ، جبل خشب: خشن عظيم، وقيل: هو الذي لا يرتقى فيه، قال الشاعر يصف البعير ويشبهه فوق النوق بالجبل:
تحسب فوق الشول منه أخشبا والأخشب من القف: ما غلظ وخشن وتحجر، والجمع: أخاشب، لأنه غلب عليها الأسماء، ويقال: كأنهم أخاشب مكة، وفي حديث وفد مذحج " على حراجيج كأنها أخاشب " جمع أخشب، والحراجيج: جمع حرجوج، الناقة الطويلة أو الضامرة (4)، وقد قيل في مؤنثه الخشباء، قال كثير عزة:
ينوء فيعدو من قريب إذا عدا * ويكمن في خشباء وعث مقيلها فإما أن يكون اسما كالصلفاء، وإما أن يكون صفة على ما يطرد في باب أفعل، والأول أجود، لقولهم في جمعه: الأخاشب، وقيل: الخشباء في قول كثير: الغيضة، والأول أعرف.
والأخشبان: جبلا مكة، وفي الحديث في ذكر مكة " لا تزول مكة حتى يزول أخشباها " أي جبلاها، وفي الحديث " أن جبريل قال: يا محمد إن شئت جمعت عليهم الأخشبين، فقال: دعني أنذر قومي " الأخشبان: الجبلان المطيفان بمكة وهما أبو قبيس وقعيقعان، ويسميان الجبجبان (5) أيضا، ويقال: بل هما أبو قبيس والأحمر وهو جبل مشرف وجهه على قعيقعان، وقال ابن وهب: الأخشبان جبلا منى اللذان تحت العقبة، وكل خشن غليظ من الجبال فهو أخشب، وقال السيد علي العلوي: الأخشب الشرقي أبو قبيس، والأخشب الغربي هو المعروف بجبل الخط، والخط من وادي إبراهيم عليه السلام، وقال الأصمعي: الأخشبان: أبو قبيس، وهو الجبل المشرف على الصفا، وهو ما بين حرف (6) أجياد الصغير المشرف على الصفا إلى السويداء التي تلي الخندمة، وكان يسمى في الجاهلية الأمين، والأخشب الآخر: الجبل الذي يقال له: الأحمر، كان يسمى في الجاهلية الأعرف، وهو الجبل المشرف وجه على قعيقعان، قال مزاحم العقيلي:
خليلي هل من حيلة تعلمانها * تقرب من ليلى إلي احتيالها فإن بأعلى الأخشبين أراكة * عدتني عنها الحرب دان ظلالها