و في موضع آخر يقول: " وأجازني به أيضا شيخي الفقيه أبو عبد الله محمد ابن الشيخ علاء الدين بن عبد الباقي المزجاجي عن والده عن أخيه عفيف الدين عبد الله. " و في موضع ثالث يقول: " وأخبرنا شيخنا الأصولي اللغوي نادرة العصر أبو عبد الله محمد بن محمد بن موسى الشرفي الفاسي نزيل طيبة طاب ثراه فيما قرئ عليه في مواضع منه و أنا أسمع، ومناولة للكل سنة 1164... ".
لماذا تاج العروس؟
بعد ارتحاله عن زبيد استقر به المقام في مصر، وقد تقدم أنه حضر دروس أشياخ الوقت فيه، وعاشر كبار العلماء والفقهاء وأخذ عنهم حتى شهدوا له بعلمه وفضله وجودة حفظه، وبعد استقراره شرع في عمله بشرح القاموس.
متى بدأ العمل به؟
ورد في تاج العروس (ط الخيرية) في آخر الجزء العاشر في ترجمة مؤلف تاج العروس في شرح القاموس: " ثم تزوج وسكن بعطفة الغسال وشرع في تأليف الكتاب الذي شاع ذكره، وطار في الأمصار والأقطار، والدال على علو كعبه، ورسوخ قدمه في علم اللغة، وكونه فيها إماما مقداما و شهما هماما، المغني عن حمل جملة من الكتب والدفاتر المؤلفة في فن اللغة المسمى " تاج العروس " حتى أتمه عشر مجلدات كوامل في أربعة عشر عاما وشهرين ".
و بعد انتهائه من كتاب التاج، وخاتمة دعائه في السطور الأخيرة من الجزء العاشر يقول الزبيدي: " وكان مدة إملائي هذا الكتاب من الأعوام أربع عشرة سنة وأيام مع شواغل الدهر و تفاقم الكروب بلا انفصام وكان آخر ذلك في نهار الخميس بين الصلاتين ثاني شهر رجب من شهور سنة 1188 بمنزلي في عطفة الغسال بخط سويقة المظفر بمصر... وكتبه العبد العاجز المقصر محمد مرتضى الحسيني الواسطي الزبيدي نزيل مصر عفا الله عنه وسامحه بمنه وكرمه آمين ".
يتضح من كلامه أنه انكب على شرحه في سنة 1174 ه.
و نقرأ في آخر حرف الذال من تاج العروس قول الزبيدي أنه انتهى منه في 29 ربيع الأول سنة 1182 ه بخان الصاغة. يعني أنه أنهى من كتابه " تاج العروس " من أوله إلى بداية حرف الراء في سبع سنوات وتسعة أشهر.
و كان عمله من حرف الراء إلى آخر الكتاب في منزله بعطفة الغسال وقد أعلمنا ذلك بنفسه في آخر حروف الراء والصاد والضاد والطاء والظاء والغين والكاف واللام، أما في حرف الهاء فقال إنه انتهى منه في جمادى سنة 1187، ولم يذكر أين، وتقدم قوله في آخر الكتاب أنه انتهى منه في رجب سنة 1188 بمنزله بعطفة الغسال.