بالفتح والإضافة لف ونشر مرتب، قال الأخفش: ولا يقال الرجل السوء، ويقال الحق اليقين وحق اليقين، جميعا، لأن السوء ليس بالرجل، واليقين هو الحق، قال: ولا يقال هذا رجل السوء، بالضم، قال ابن بري: وقد أجاز الأخفش أن يقال رجل السوء ورجل سوء، بفتح السين فيهما، ولم يجز رجل السوء (1) بضم السين، لأن السوء اسم للضر وسوء الحال، وإنما يضاف إلى المصدر الذي هو فعله، كما يقال: رجل الضرب والطعن، فيقوم مقام قولك: رجل ضراب وطعان، فلهذا جاز أن يقال رجل السوء بالفتح، ولم يجز أن يقال هذا رجل السوء، بالضم، وتقول في النكرة رجل سوء، وإذا عرفت قلت: هذا الرجل السوء ولم تضف، وتقول هذا عمل سوء، ولا تقل السوء، لأن السوء يكون نعتا للرجل، ولا يكون السوء نعتا للعمل، لأن الفعل من الرجل وليس الفعل من السوء، كما تقول: قول صدق والقول الصدق ورجل صدق ولا تقول رجل الصدق، لأن الرجل ليس من الصدق.
والسوء بالفتح أيضا: الضعف في العين. والسوأى بوزن فعلى اسم الفعلة السيئة بمنزلة الحسنى للحسنة محمولة على جهة النعت في حد أفعل وفعلى كالأسوإ والسوأى، وهي ضد الحسنى، قال أبو الغول الطهوي وقيل: هو النهشلي، وهو الصواب:
ولا يجزون من حسن بسوأى (2) * ولا يجزون من غلظ بلين وقوله تعالى " ثم كان عاقبة الذين أساءوا السوأى " (3) أي عاقبة الذين أشركوا النار أي نار جهنم أعاذنا الله منها.
وأساءه: أفسده ولم يحسن عمله، وأساء فلان الخياطة والعمل، وفي المثل " أساء (4) كاره ما عمل " وذلك أن رجلا أكرهه على عمل فأساء عمله، يضرب هذا للرجل يطلب إليه الحاجة (5) فلا يبالغ فيها.
ويقال أساء به وأساء إليه، وأساء عليه، وأساء له ضد أحسن، معنى واستعمالا، قال كثير:
أسيئي بنا أو أحسني لا ملولة * لدينا ولا مقلية إن تقلت وقال سبحانه وتعالى " وقد أحسن بي " (5) وقال عز من قائل " إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها " (6) وقال تعالى " ومن أساء فعليها " (7) وقال جل وعز " وأحسن كما أحسن الله إليك " (8).
والسوأة: الفرج قال الليث: يطلق على فرج الرجل والمرأة، قال الله تعالى " بدت لهما سوآتهما (9) " قال: فالسوأة: كل عمل وأمر شائن، يقال: سوأة لفلان، نصب لأنه شتم ودعاء. والفاحشة والعورة، قال ابن الأثير: السوأة في الأصل: الفرج، ثم نقل إلى كل ما يستحيا منه إذا ظهر من قول وفعل، ففي حديث الحديبية والمغيرة: وهل غسلت سوأتك إلا الأمس (10). أشار فيه إلى غدر كان المغيرة فعله مع قوم صحبوه في الجاهلية فقتلهم وأخذ أموالهم، وفي حديث ابن عباس في قوله جل وعز " وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة " (11) قال: يجعلانه على سوآتهما، أي على فروجهما.
والسوأة: الخلة القبيحة أي الخصلة الرديئة كالسوآء وكل خصلة أو فعلة (12) قبيحة سوآء، والسوأة والسوآء: المرأة المخالفة، قال أبو زبيد في رجل من طيئ نزل به رجل من بني شيبان فأضافه الطائي وأحسن إليه وسقاه، فلما أسرع الشراب في الطائي افتخر ومد يده، فوثب الشيباني فقطع يده، فقال أبو زبيد:
ظل ضيفا أخوكم لأخينا * في شراب ونعمة وشواء