سمينة أسفل الصدر كأنها لحمة فضل، قال: وكذلك مأنة الطفطفة. وجاءه أمر ما مأن له أي لم يشعر به. وما مأن مأنه، عن ابن الأعرابي، أي ما شعر به. وأتاني أمر ما مأنت مأنه وما مألت مأله ولا شأنت شأنه أي ما تهيأت له، عن يعقوب، وزعم أن اللام مبدلة من النون. قال اللحياني: أتاني ذلك وما مأنت مأنه أي ما علمت علمه، وقال بعضهم: ما انتبهت له ولا شعرت به ولا تهيأت له ولا أخذت أهبته ولا احتفلت به، ويقال من ذلك: ولا هؤت هوأه ولا ربأت ربأه. ويقال: هو يمأنه أي يعلمه. الفراء: أتاني وما مأنت مأنه أي لم أكترث له، وقيل: من غير أن تهيأت له ولا أعددت ولا عملت فيه، وقال أعرابي من سليم: أي ما علمت بذلك. والتمئنة: الإعلام.
والمئنة: العلامة. قال ابن بري: قال الأزهري الميم في مئنة زائدة لأن وزنها مفعلة، وأما الميم في تمئنة فأصل لأنها من مأنت أي تهيأت، فعلى هذا تكون التمئنة التهيئة. وقال أبو زيد: هذا أمر مأنت له أي لم أشعر به. أبو سعيد: امأن مأنك أي اعمل ما تحسن. ويقال: أنا أمأنه أي أحسنه، وكذلك اشأن شأنك، وأنشد: إذا ما علمت الأمر أقررت علمه، ولا أدعي ما لست أمأنه جهلا كفى بامرئ يوما يقول بعلمه، ويسكت عما ليس يعلمه، فضلا الأصمعي: ما أنت في هذا الأمر على وزن ماعنت أي روأت.
والمؤونة: القوت. مأن القوم ومانهم: قام عليهم، وقول الهذلي:
رويد عليا جد ما ثدي أمهم إلينا، ولكن ودهم متمائن معناه قديم، وهو من قولهم: جاءني الأمر وما مأنت فيه مأنة أي ما طلبته ولا أطلت التعب فيه، والتقاؤهما إذا في معنى الطول والبعد، وهذا معنى القدم، وقد روي متماين، بغير همز، فهو حينئذ من المين، وهو الكذب، ويروى متيامن أي مائل إلى اليمن. الفراء: أتاني وما مأنت مأنه أي من غير أن تهيأت ولا أعددت ولا عملت فيه، ونحو ذلك قال أبو منصور، وهذا يدل على أن المؤونة في الأصل مهموزة، وقيل: المؤونة فعولة من منته أمونه مونا، وهمزة مؤونة لانضمام واوها، قال: وهذا حسن.
وقال الليث: المائنة اسم ما يمون أي يتكلف من المؤونة.
الجوهري: المؤونة تهمز ولا تهمز، وهي فعولة، وقال الفراء: هي مفعلة من الأين وهو التعب والشدة. ويقال: هو مفعلة من الأون وهو الخرج والعدل لأنه ثقل على الإنسان، قال الخليل: ولو كان مفعلة لكان مئينة مثل معيشة، قال: وعند الأخفش يجوز أن تكون مفعلة.
ومأنت القوم أمأنهم مأنا إذا احتملت مؤونتهم، ومن ترك الهمز قال منتهم أمونهم. قال ابن بري: إن جعلت المؤونة من مانهم يمونهم لم تهمز، وإن جعلتها من مأنت همزتها، قال: والذي نقله الجوهري من مذهب الفراء أن مؤونة من الأين، وهو التعب والشدة، صحيح إلا أنه أسقط تمام الكلام، وتمامه والمعنى أنه عظيم التعب في الإنفاق على من يعول، وقوله: ويقال هو مفعلة من الأون، وهو الخرج والعدل، هو قول المازني إلا أنه غير بعض الكلام، فأما الذي غيره فهو قوله: إن الأون الخرج وليس