لسان العرب - ابن منظور - ج ١٣ - الصفحة ٩٣
وأجنه الليل: قال ذلك أبو اسحق. واستجن فلان إذا استتر بشئ. وجن الميت جنا وأجنه: ستره، قال وقول الأعشى:
ولا شمطاء لم يترك شفاها لها من تسعة، إلاع جنينا.
فسره ابن دريد فقال: يعني مدفونا أي قد ماتوا كلهم فجنوا.
والجنن، بالفتح: هو القبر لستره الميت. والجنن أيضا: الكفن لذلك. وأجنه: كفنه، قال:
ما إن أبالي، إذا ما مت، ما فعلوا:
أأحسنوا جنني أم لم يجنوني؟
أبو عبيدة: جننته في القبر وأجننته أي واريته، وقد أجنه إذا قبره، قال الأعشى:
وهالك أهل يجنونه، كآخر في أهله لم يجن.
والجنين: المقبور. وقال ابن بري: والجنن الميت، قال كثير:
ويا حبذا الموت الكريه لحبها ويا حبذا العيش المجمل والجنن قال ابن بري: الجنن ههنا يحتمل أن يراد به الميت والقبر. وفي الحديث: ولي دفن سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وإجنانه علي والعباس، أي دفنه وستره. ويقال للقبر الجنن، ويجمع على أجنان، ومنه حديث علي، رضي الله عنه: جعل لهم من الصفيح أجنان.
والجنان، بالفتح: القلب لاستتاره في الصدر، وقيل: لوعيه الأشياء وجمعه لها، وقيل: الجنان روع القلب، وذلك أذهب في الخفاء، وربما سمي الروح جنانا لأن الجسم يجنه. وقال ابن دريد: سميت الروح جنانا لأن الجسم يجنها فأنث الروح، والجمع أجنان، عن ابن جني. ويقال: ما يستقر جنانه من الفزع. وأجن عنه واستجن: استتر. قال شمر: وسمي القلب جنانا لأن الصدر أجنه، وأنشد لعدي:
كل حي تقوده كف هاد جن عين تعشيه ما هو لاقي.
الهادي ههنا: القدر. قال ابن الأعرابي: جن عين أي ما جن عن العين فلم تره، يقول: المنية مستورة عنه حتى يقع فيها، قال الأزهري: الهادي القدر ههنا جعله هاديا لأنه تقدم المنية وسبقها، ونصب جن عين بفعله أوقعه عليه، وأنشد:
ولا جن بالبغضاء والنظر الشزر (* قوله ولا جن إلخ صدره كما في تكملة الصاغاني: تحدثني عيناك ما القلب كاتم).
ويروى: ولا جن، معناهما ولا ستر. والهادي: المتقدم، أراد أن القدر سابق المنية المقدرة، وأما قول موسى بن جابر الحنفي:
فما نفرت جني ولا فل مبردي، ولا أصبحت طيري من الخوف وقعا.
فإنه أراد بالجن القلب، وبالمبرد اللسان. والجنين: الولد ما دام في بطن أمه لاستتاره فيه، وجمعه أجنة وأجنن، بإظهار التضعيف، وقد جن الجنين في الرحم يجن جنا وأجنته الحامل، وقول الفرزذق:
إذا غاب نصرانية في جنينها، أهلت بحج فوق ظهر العجارم.
عنى بذلك رحمها لأنها مستترة، ويروى: إذا غاب نصرانية في جنيفها، يعني بالنصراني، ذكر
(٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف النون فصل الألف 3
2 فصل الباء الموحدة 45
3 فصل التاء المثناة فوقها 71
4 فصل الثاء المثلثة 76
5 فصل الجيم 84
6 فصل الحاء المهملة 104
7 فصل الخاء المعجمة 136
8 فصل الدال المهملة 146
9 فصل الذال المعجمة 171
10 فصل الراء 175
11 فصل الزاي 193
12 فصل السين المهملة 203
13 فصل الشين المعجمة 230
14 فصل الصاد المهملة 244
15 فصل الضاد المعجمة 251
16 فصل الطاء المهملة 263
17 فصل الظاء المعجمة 270
18 فصل العين المهملة 275
19 فصل الغين المعجمة 309
20 فصل الفاء 317
21 فصل القاف 329
22 فصل الكاف 352
23 فصل اللام 372
24 فصل الميم 395
25 فصل النون 426
26 فصل الهاء 430
27 فصل الواو 441
28 فصل الياء المثناة تحتها 455
29 حرف الهاء فصل الهمزة 466
30 فصل الباء الموحدة 475
31 فصل التاء المثناة فوقها 480
32 فصل التاء المثلثة 483
33 فصل الجيم 483
34 فصل الحاء المهملة 487
35 فصل الدال المهملة 487
36 فصل الذال المعجمة 491
37 فصل الراء المهملة 491
38 فصل الزاي 494
39 فصل السين المهملة 494
40 فصل الشين المعجمة 503
41 فصل الصاد المهملة 511
42 فصل الضاد المعجمة 512
43 فصل الطاء المهملة 512
44 فصل العين المهملة 512
45 فصل الغين المعجمة 521
46 فصل الفاء 521
47 فصل القاف 530
48 فصل الكاف 533
49 فصل اللام 538
50 فصل الميم 539
51 فصل النون 546
52 فصل الهاء 551
53 فصل الواو 555
54 فصل الياء المثناة تحتها 564