لسان العرب - ابن منظور - ج ١٣ - الصفحة ١٦٥
سيبويه: هو على المثل كما قالوا إنه لصلب القناة وإنه لمن شجرة صالحة، قال: ولا يستعمل مرفوعا في حال الإضافة. وأما قوله تعالى: وإنا منا الصالحون ومنا دون ذلك، فإنه أراد ومنا قوم دون ذلك فحذف الموصوف. وثوب دون: ردي. ورجل دون: ليس بلاحق. وهو من دون الناس والمتاع أي من مقاربهما. غيره:
ويقال هذا رجل من دون، ولا يقال رجل دون، لم يتكلموا به ولم يقولوا فيه ما أدونه، ولم يصرف فعله كما يقال رجل نذل بين النذالة. وفي القرآن العزيز: ومنهم دون ذلك، بالنصب والموضع موضع رفع، وذلك أن العادة في دون أن يكون ظرفا ولذلك نصبوه. وقال ابن الأعرابي: التدون الغنى التام. اللحياني:
يقال رضيت من فلان بمقصر أي بأمر دون ذلك. ويقال: أكثر كلام العرب أنت رجل من دون وهذا شئ من دون، يقولونها مع من. ويقال: لولا أنك من دون لم ترض بذا، وقد يقال بغير من. ابن سيده: وقال اللحياني أيضا رضيت من فلان بأمر من دون، وقال ابن جني: في شئ دون، ذكره في كتابه الموسوم بالمعرب، وكذلك أقل الأمرين وأدونهما، فاستعمل منه أفعل وهذا بعيد، لأنه ليس له فعل فتكون هذه الصيغة مبنية منه، وإنما تصاغ هذه الصيغة من الأفعال كقولك أوضع منه وأرفع منه، غير أنه قد جاء من هذا شئ ذكره سيبويه وذلك قولهم: أحنك الشاتين وأحنك البعيرين، كما قالوا: آكل الشاتين كأنهم قالوا حنك ونحو ذلك، فإنما جاؤوا بأفعل على نحو هذا ولم يتكلموا بالفعل، وقالوا: آبل الناس، بمنزلة آبل منه لأن ما جاز فيه أفعل جاز فيه هذا، وما لم يجز فيه ذلك لم يجز فيه هذا، وهذه الأشياء التي ليس لها فعل ليس القياس أن يقال فيها أفعل منه ونحو ذلك. وقد قالوا: فلان آبل منه كما قالوا أحنك الشاتين. الليث: يقال زيد دونك أي هو أحسن منك في الحسب، وكذلك الدون يكون صفة ويكون نعتا على هذا المعنى ولا يشتق منه فعل. ابن سيده: وادن دونك أي قريبا (* قوله أي قريبا عبارة القاموس: أي اقترب مني). قال جرير:
أعياش، قد ذاق القيون مراستي وأوقدت ناري، فادن دونك فاصطلي.
قال: ودون بمعنى خلف وقدام. ودونك الشئ ودونك به أي خذه. ويقال في الإغراء بالشئ: دونكه. قالت تميم للحجاج: أقبرنا صالحا، وقد كان صلبه، فقال: دونكموه. التهذيب: ابن الأعرابي يقال ادن دونك أي اقترب، قال لبيد:
مثل الذي بالغيل يغزو مخمدا، يزداد قربا دونه أن يوعدا.
مخمد: ساكن قد وطن نفسه على الأمر، يقول: لا يرده الوعيد فهو يتقدم أمامه يغشى الزجر، وقال زهير بن خباب:
وإن عفت هذا، فادن دونك، إنني قليل الغرار، والشريج شعاري.
الغرار: النوم، والشريج: القوس، وقول الشاعر:
تريك القذى من دونها، وهي دونه، إذا ذاقها من ذاقها يتمطق.
فسره فقال: تريك هذه الخمر من دونها أي من ورائها، والخمر دون القذى إليك، وليس ثم قذى ولكن هذا تشبيه، يقول: لو كان أسفلها قذى لرأيته.
وقال بعض النحويين: لدون تسعة معان: تكون بمعنى قبل وبمعنى أمام وبمعنى وراء وبمعنى تحت وبمعنى فوق وبمعنى الساقط من الناس وغيرهم وبمعنى الشريف
(١٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف النون فصل الألف 3
2 فصل الباء الموحدة 45
3 فصل التاء المثناة فوقها 71
4 فصل الثاء المثلثة 76
5 فصل الجيم 84
6 فصل الحاء المهملة 104
7 فصل الخاء المعجمة 136
8 فصل الدال المهملة 146
9 فصل الذال المعجمة 171
10 فصل الراء 175
11 فصل الزاي 193
12 فصل السين المهملة 203
13 فصل الشين المعجمة 230
14 فصل الصاد المهملة 244
15 فصل الضاد المعجمة 251
16 فصل الطاء المهملة 263
17 فصل الظاء المعجمة 270
18 فصل العين المهملة 275
19 فصل الغين المعجمة 309
20 فصل الفاء 317
21 فصل القاف 329
22 فصل الكاف 352
23 فصل اللام 372
24 فصل الميم 395
25 فصل النون 426
26 فصل الهاء 430
27 فصل الواو 441
28 فصل الياء المثناة تحتها 455
29 حرف الهاء فصل الهمزة 466
30 فصل الباء الموحدة 475
31 فصل التاء المثناة فوقها 480
32 فصل التاء المثلثة 483
33 فصل الجيم 483
34 فصل الحاء المهملة 487
35 فصل الدال المهملة 487
36 فصل الذال المعجمة 491
37 فصل الراء المهملة 491
38 فصل الزاي 494
39 فصل السين المهملة 494
40 فصل الشين المعجمة 503
41 فصل الصاد المهملة 511
42 فصل الضاد المعجمة 512
43 فصل الطاء المهملة 512
44 فصل العين المهملة 512
45 فصل الغين المعجمة 521
46 فصل الفاء 521
47 فصل القاف 530
48 فصل الكاف 533
49 فصل اللام 538
50 فصل الميم 539
51 فصل النون 546
52 فصل الهاء 551
53 فصل الواو 555
54 فصل الياء المثناة تحتها 564