فكان آخر نسوره يسمى لبدا وقد ذكرته الشعراء، قال النابغة:
أضحت خلاء وأضحى أهلها احتملوا، أخنى عليها الذي أخنى على لبد وفي المثل: طال الأبد على لبد.
ولبدى ولبادى ولبادى، الأخيرة عن كراع: طائر على شكل السمانى إذا أسف على الأرض لبد فلم يكد يطير حتى يطار، وقيل:
لبادى طائر. تقول صبيان العرب: لبادى فيلبد حتى يؤخذ. قال الليث:
وتقول صبيان الأعراب إذا رأوا السمانى: سماني لبادى البدي لا تري، فلا تزال تقول ذلك وهي لابدة بالأرض أي لاصقة وهو يطيف بها حتى يأخذها.
والملبد من الإبل: الذي يضرب فخذيه بذنبه فيلزق بهما ثلطه وبعره، وخصصه في التهذيب بالفحل من الإبل. الصحاح: وألبد البعير إذا ضرب بذنبه على عجزه وقد ثلط عليه وبال فيصير على عجزه لبدة من ثلطه وبوله.
وتلبد الشعر والصوف والوبر والتبد: تداخل ولزق. وكل شعر أو صوف ملتبد بعضه على بعض، فهو لبد ولبدة ولبدة، والجمع ألباد ولبود على توهم طرح الهاء، وفي حديث حميد بن ثور:
وبين نسعيه خدبا ملبدا أي عليه لبدة من الوبر. ولبد الصوف يلبد لبدا ولبده: نفشه (* قوله ولبده نفشه في القاموس ولبد الصوف كضرب نفشه كلبده يعني مضعفا.) بماء ثم خاطه وجعله في رأس العمد ليكون وقاية للبجاد أن يخرقه، وكل هذا من اللزوق، وتلبدت الأرض بالمطر. وفي الحديث في صفة الغيث: فلبدت الدماث أي جعلتها قوية لا تسوخ فيها الأرجل، والدماث: الأرضون السهلة. وفي حديث أم زرع: ليس بلبد فيتوقل ولا له عندي معول أي ليس بمستمسك متلبد فيسرع المشي فيه ويعتلى. والتبد الورق أي تلبد بعضه على بعض. والتبدت الشجرة: كثرت أوراقها، قال الساجع:
وعنكثا ملتبدا ولبد الندى الأرض. وفي صفة طلح الجنة: أن الله يجعل مكان كل شوكة منها مثل خصوة التيس (* قوله خصوة التيس هو بهذه الحروف في النهاية أيضا ولينظر ضبط خصوة ومعناها.) الملبود أي المكتنز اللحم الذي لزم بعضه بعضا فتلبد.
واللبد من البسط: معروف، وكذلك لبد السرج. وألبد السرج:
عمل له لبدا. واللبادة: قباء من لبود. واللبادة: لباس من لبود. واللبد: واحد اللبود، واللبدة أخص منه.
ولبد شعره: ألزقه بشئ لزج أو صمغ حتى صار كاللبد، وهو شئ كان يفعله أهل الجاهلية إذا لم يريدوا أن يحلقوا رؤوسهم في الحج، وقيل: لبد شعره حلقه جميعا. الصحاح: والتلبيد أن يجعل المحرم في رأسه شيئا من صمغ ليتلبد شعره بقيا عليه لئلا يشعث في الإحرام ويقمل إبقاء على الشعر، وإنما يلبد من يطول مكثه في الإحرام.
وفي حديث المحرم: لا تخمروا رأسه فإنه يبعث ملبدا. وفي حديث عمر، رضي الله عنه، أنه قال: من لبد أو عقص أو ضفر فعليه الحلق، قال أبو عبيد: قوله لبد يعني أن يجعل المحرم في رأسه شيئا من صمغ أو عسل ليتلبد شعره ولا يقمل. قال