لسان العرب - ابن منظور - ج ٣ - الصفحة ٣٨٧
الأزهري: هكذا قال يحيى بن سعيد. قال وقال غيره: إنما التلبيد بقيا على الشعر لئلا يشعث في الإحرام ولذلك أوجب عليه الحلق كالعقوبة له، وقال: قال ذلك سفيان بن عيينة، ومنه قيل لزبرة الأسد: لبدة، والأسد ذو لبدة.
واللبدة: الشعر المجتمع على زبرة الأسد، وفي الصحاح: الشعر المتراكب بين كتفيه. وفي المثل: هو أمنع من لبدة الأسد، والجمع لبد مثل قربة وقرب. واللبادة: ما يلبس منها للمطر، التهذيب في ترجمة بلد، وقول الشاعر أنشده ابن الأعرابي:
ومبلد بين موماة ومهلكة، جاوزته بعلاة الخلق عليان قال: المبلد الحوض القديم ههنا، قال: وأراد ملبد فقلب وهو اللاصق بالأرض.
وما له سبد ولا لبد، السبد من الشعر واللبد من الصوف لتلبده أي ما له ذو شعر ولا ذو صوف، وقيل السبد هنا الوبر، وهو مذكور في موضعه، وقيل: معناه ما له قليل ولا كثير، وكان مال العرب الخيل والإبل والغنم والبقر فدخلت كلها في هذا المثل.
وألبدت الإبل إذا أخرج الربيع أوبارها وألوانها وحسنت شارتها وتهيأت للسمن فكأنها ألبست من أوبارها ألبادا.
التهذيب: وللأسد شعر كثير قد يلبد على زبرته، قال: وقد يكون مثل ذلك على سنام البعير، وأنشد:
كأنه ذو لبد دلهمس ومال لبد: كثير لا يخاف فناؤه كأنه التبد بعضه على بعض. وفي التنزيل العزيز يقول: أهلكت مالا لبدا، أي جما، قال الفراء:
اللبد الكثير، وقال بعضهم: واحدته لبدة، ولبد: جماع، قال: وجعله بعضهم على جهة قثم وحطم واحدا وهو في الوجهين جميعا: الكثير. وقرأ أبو جعفر: مالا لبدا، مشددا، فكأنه أراد مالا لابدا. ومالان لابدان وأموال لبد. والأموال والمال قد يكونان في معنى واحد.
واللبدة واللبدة: الجماعة من الناس يقيمون وسائرهم يظعنون كأنهم بتجمعهم تلبدوا. ويقال: الناس لبد أي مجتمعون. وفي التنزيل العزيز: وانه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا، وقيل: اللبدة الجراد، قال ابن سيده: وعندي أنه على التشبيه.
واللبدى: القوم يجتمعون، من ذلك. الأزهري: قال وقرئ: كادوا يكونون عليه لبدا، قال: والمعنى أن النبي، صلى الله عليه وسلم، لما صلى الصبح ببطن نخلة كاد الجن لما سمعوا القرآن وتعجبوا منه أن يسقطوا عليه. وفي حديث ابن عباس: كادوا يكونون عليه لبدا، أي مجتمعين بعضهم على بعض، واحدتها لبدة، قال: ومعنى لبدا يركب بعضهم بعضا، وكل شئ ألصقته بشئ إلصاقا شديدا، فقد لبدته، ومن هذا اشتقاق اللبود التي تفرش. قال: ولبد جمع لبدة ولبد، ومن قرأ لبدا فهو جمع لبدة، وكساء ملبد.
وإذا رقع الثوب، فهو ملبد وملبد وملبود. وقد لبده إذا رقعه وهو مما تقدم لأن الرقع يجتمع بعضه إلى بعض ويلتزق بعضه ببعض. وفي الحديث: أن عائشة، رضي الله عنها، أخرجت إلى النبي، صلى الله عليه وسلم، كساء ملبدا أي مرقعا. ويقال: لبدت القميص ألبده ولبدته. ويقال للخرقة التي يرقع بها صدر القميص:
اللبدة، والتي يرقع بها قبه: القبيلة. وقيل: الملبد الذي ثخن وسطه وصفق حتى صار يشبه اللبد.
(٣٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 382 383 384 385 386 387 388 389 390 391 392 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف الخاء فصل الهمزة 3
2 فصل الباء الموحدة 5
3 فصل التاء المثناة فوقها 10
4 فصل الثاء المثلثة 11
5 فصل الجيم 11
6 فصل الخاء المعجمة 14
7 فصل الدال المهملة 14
8 فصل الذال المعجمة 16
9 فصل الراء 17
10 فصل الزاي 20
11 فصل السين المهملة 23
12 فصل الشين المعجمة 27
13 فصل الصاد المهملة 33
14 فصل الضاد المعجمة 35
15 فصل الطاء المهملة 36
16 فصل الظاء المعجمة 40
17 فصل العين المهملة 40
18 فصل الفاء 40
19 فصل القاف 47
20 فصل الكاف 48
21 فصل اللام 50
22 فصل الميم 52
23 فصل النون 58
24 فصل الهاء 65
25 فصل الواو 65
26 فصل الياء المثناة تحتها 67
27 حرف الدال فصل الهمزة 68
28 فصل الباء الموحدة 77
29 فصل التاء المثناة فوقها 99
30 فصل الثاء المثلثة 101
31 فصل الجيم 106
32 فصل الحاء المهملة 139
33 فصل الخاء المعجمة 160
34 فصل الدال المهملة 166
35 فصل الذال المعجمة 167
36 فصل الراء 169
37 فصل الزاي 192
38 فصل السين المهملة 201
39 فصل الشين المعجمة 232
40 فصل الصاد المهملة 244
41 فصل الضاد المعجمة 263
42 فصل الطاء المهملة 267
43 فصل العين المهملة 270
44 فصل الغين المعجمة 323
45 فصل الفاء 328
46 فصل القاف 342
47 فصل الكاف 374
48 فصل اللام 385
49 فصل الميم 394
50 فصل النون 413
51 فصل الهاء 431
52 فصل الواو 442
53 حرف الذال فصل الهمزة 472
54 فصل الباء 477
55 فصل التاء المثناة فوقها 478
56 فصل الجيم 478
57 فصل الحاء 482
58 فصل الخاء 489
59 فصل الدال المهملة 490
60 فصل الراء 491
61 فصل الزاي 493
62 فصل السين المهملة 493
63 فصل الطاء المهملة 497
64 فصل العين المهملة 498
65 فصل الغين المعجمة 501
66 فصل الفاء 501
67 فصل القاف 503
68 فصل الكاف 505
69 فصل اللام 506
70 فصل الميم 508
71 فصل النون 511
72 فصل الهاء 517
73 فصل الواو 518