وقال: فإنه زاد نونا في الوشح والقفا.
ابن سيده: والتوشح أن يتشح بالثوب، ثم يخرج طرفه الذي ألقاه على عاتقه الأيسر من تحت يده اليمنى، ثم يعقد طرفيهما على صدره، وقد أشحه الثوب، قال معقل بن خويلد الهذلي:
أبا معقل، إن كنت أشحت حلة، أبا معقل، فانظر بنبلك من ترمي قال أبو منصور: التوشح بالرداء مثل التأبط والاضطباع، وهو أن يدخل الثوب من تحت يده اليمنى فيلقيه على منكبه الأيسر كما يفعل المحرم، وكذلك الرجل يتوشح بحمائل سيفه فتقع الحمائل على عاتقه اليسرى وتكون اليمنى مكشوفة، ومنه قول لبيد في توشحه بلجامه:
ولقد حميت الحي تحمل شكتي فرط وشاحي، إذ غدوت، لجامها أخبر أنه يخرج ربيئة أي طليعة لقومه على راحلته وقد اجتنب إليها فرسه وتوشح بلجامها راكبا راحلته، فإن أحس بالعدو ألجمها وركبها تحوزا من العدو، وغاولهم إلى الحي منذرا. وفي الحديث: أنه كان يتوشح بثوبه أي يتغشى به، والأصل فيه من الوشاح.
ومنه حديث عائشة: كان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يتوشحني وينال من رأسي أي يعانقني ويقبلني. وفي حديث آخر: لا عدمت رجلا وشحك هذا الوشاح أي ضربك هذه الضربة في موضع الوشاح، ومنه حديث المرأة السوداء:
ويوم الوشاح من تعاجيب ربنا، ألا إنه من بلدة الكفر نجاني (* قوله ألا إنه من بلدة كذا بالأصل والذي في النهاية على أنه من دارة.) قال ابن الأثير: كان لقوم وشاح ففقدوه فاتهموها به، وكانت الحدأة أخذته فألقته إليهم، وفيه كان للنبي، صلى الله عليه وسلم، درع تسمى ذات الوشاح. ابن سيده: والوشاح والوشاحة السيف مثل إزار وإزارة، قال أبو كبير الهذلي:
مستشعر تحت الرداء وشاحة، عضبا غموص الحد غير مفلل والوشاح: القوس.
والموشحة من الظباء والشاء والطير: التي لها طرتان من جانبيها، قال:
أو الأدم الموشحة، العواطي بأيديهن من سلم النعاف والوشحاء من المعز: السوداء الموشحة ببياض. وديك موشح إذا كان له خطتان كالوشاح، قال الطرماح:
ونبه ذا العفاء الموشح وثوب موشح: وذلك لوشي فيه، حكاه ابن سيده عن اللحياني.
ووشحى: موضع، قال:
صبحن من وشحى قليبا سكا ودارة وشحاء: موضع هنالك، عن كراع.
وواشح: قبيلة من اليمن.