الضب فيرى أنه حية فيخرج قال الأصمعي ومن أمثالهم " هذا أجل من الحرش " قال وأصله فيما يتحدثون به عن البهائم والأحناش إن الضب قال لابنه إذا سمعت صوت الحرش فلا تخرج قال فسمع الحسل صوت الحفر فقال للضب يا أبت هذا الحرش فقال يا بني هذا أجل من الحرش فهذا أصل حرش الضباب ثم قيل لصائدها بأي وجه صادها حارش وأنشد ابن الأعرابي [من الطويل] سوى أنكم دربتم فجريتم * على عادة والضب يختل بالتمر *:
وقوله من الصلعاء يريد الصحراء التي لا نبت فيها مثل الرأس الأصلع وهي الحصا أيضا مثل الرأس الأحص وقال في حديث عمر أنه قال من يدلني على نسيج وحده فقال له أبو موسى ما نعلمه غيرك فقال ما هي إلا إبل موقع ظهورها قوله نسيج وحده يريد رجلا لا عيب فيه وأصل هذا أن الثوب إذا كان نفيسا لم ينسج على منواله غيره فإذا لم يكن نفيسا عمل على منواله سدى بعدة أثواب فقيل ذلك لكل من أرادوا المبالغة في مدحه والبعير الموقع الذي تكثر آثار الدبر بظهره لكثرة ما ركب والعرب تقول " أصبر من عود بجنبيه الجلب " وهو مثل الموقع:
وأراد عمر أنا مثل تلك الإبل في الصبر وروى محمد ابن عمر عن أسامة بن زيد عن شيخ من بني سعد بن بكر " إن حليمة قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم فشكت إليه جدب البلاد فكلم لها خديجة فأعطتها أربعين شاة وبعيرا موقعا للظعينة فانصرفت بخير "