وذات هدم عار نواشرها * تصمت بالماء تولبا جدعا *: الهدم الثوب الخلق وجمعه أهدام والنواشر عصب الذراع واحدتها ناشرة وبها سمي الرجل وإنما نعرى من الهزال وقوله تصمت بالماء أي تسكت صبيها بالماء إذا بكى وتعلله لأنه ليس لها لين وتعلة الصبي مثل الصمتة له وهو من التعليل والتولب ولد الحمار الصغير فاستعاره والجدع السئ الغذاء المقطوع الري ومنه يقال جدعت أنفه أي قطعته وقول ابن مقبل [من الطويل] وغيث مريع لم يجدع نباته * ولته أهاليل السماكين معشب وهذا البيت هو الذي وقع فيه التشاجر بين المفضل الضبي والأصمعي عند جعفر بن سليمان قال حدثني الباهليون إن المفضل أنشده تولبا جذعا فقال له الأصمعي صحفت إنما هو تولبا جدعا فصاح المفضل وأكثر فقال له الأصمعي لو نفخت في الشبور ما نفعك تكلم بكلام النمل وأصب وقوله وخرسة مريم والخرسة ما تطعمه النفساء عند ولادها يقال خرستها إذا أنت أطعمتها الخرسة ويقال في مثل " تخرسي لا مخرسة لك " فأما الخرسي بلا هافهو طعام الولادة كما يقال لطعام الختان إعذار ولطعام القادم من سفر نقيعة ولطعا البناء إذا فرغ منه وكيرة يريد إن الله أطعم مريم الرطب حين ولدت وقوله وتحترش به الضباب أي تصطاد ويقال إن الضب يعجب بالتمر والحارش صائد الضباب وحرشها هو أن يحرك يده عند جحر
(٢٨٤)