سودوه ورأسوه على معرفة منهم بما فيه من الخلال المحمودة وكانوا أعلم به من غيرهم والمعنى أن خبره فوق منظره وقال في حديث عمر أن الأسود قال أفضنا معه على جمل أحمر ونحن نوضع حوله يرويه أبو الأحوص عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود ورواه وكيع بهذا الإسناد ونحن نوجف حوله.
قوله: نوضع حوله، من الايضاع. يقال: أوضعت بعيري موضع، واسم السير: الوضع وهو سير حثيث دون الجهد. والا يجاف مثله. ومنه قول الله جل وعز: " فما أوجعتم عليه من خيل ولا ركاب ".
وبلغني عن الأصمعي، أنه قال: قيل لرجل أسرع في مسيره، كيف كان مسيرك? فقال: كنت آكل الوجبة وأعرس إذا أفجرت، وارتحل إذا أسفر، وأسير الوضع، وأحتت الملع، فجئتكم لمسير سبع.
والملع: سير شديد، ومنه قيل للناقة ميلع، وانما احتث الملع، لأنه يحسر ويقطع. ولذلك قيل شر السير.
وقوله: كنت آكل الوجبة، يريد: انه كان يأكل في اليوم والليلة أكلة واحدة.
يقال: فلان يأكل الوجبة والوزمة.
والذي يراد من الحديث، انه أوضع في الإفاضة، وروى عنه أيضا، انه كان يقول: وجدنا الإفاضة هي الايضاع، وكان غيره يسير على هيئته.
وروى أسامة: " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أفاض وعليه السكينة، وأمرهم بالسكينة، وأوضع في وادي محسر ".
وقال في حديث عمر، انه كان يقول للخارص: إذا وجدت قوما خرفوا في حائطهم، فانظر قدر ما ترى أنهم يأكلون، فلا تخرصه عليهم