وقال في حديث عمر أنه مر على راع فقال يا راعي عليك الظلف لا ترمض فإنك راع وكل راع مسؤول من حديث ابن أبي حليمة عن مالك بن مغول عن طلحة بن مصرف قوله عليك الظلف يريد عليك المواضع الصلبة التي لا يكون فيها رمل ولا تراب فارع الغنم فيها يقال ظلفت أثري إذا مشيت في مكان صلب لا يتبين فيه أثر القدم ومن هذا يقال كذا أظلف من كذا وظلفت نفسي من كذا وقوله لا ترمض أي لا تصب الغنم بالرمضاء وهو حر الشمس والرمضاء تشتد في الدهاس والرمل قال حدثني الأعراب أنهم إذا أرادوا صيد الظباء في الرمل أثاروها نصف النهار من تحت الشجر فإذا رمضت أظلافها في الرمل نصلت فأخذوها بأيديهم يقال فلان يترمض الظباء إذا فعل ذلك وروى سفيان عن أبي إسحق عن سعيد بن وهب عن خباب أنه قال " شكونا إلى رسول الله الرمضاء فلم يشكنا " يريد أنهم شكوا إليه حر الشمس وما يصيب أقدامهم منها في صلاة الظهر وسألوه تأخيرها إلى الإبراد قليلا وقوله فلم يشكنا أي لم ينزع عن ذلك ولم يجبهم وهذا الحرف له معنيان أحدهما ضد الآخر تقول أشكيت الرجل فأنا أشكيه إذا أحوجته إلى الشكاية وأشكيته نزعت عن الأمر الذي شكاني له وقال بعض الرجاز من الرجز تمد بالأعناق أو تثنيها * وتشتكي لو أننا نشكيها ومثل هذا الحرف أطلبت الرجل أخرجته إلى الطلب ولذلك قالوا ماء مطلب إذا بعد فأحوج إلى طلبه وأطلبته أسعفته بما طلب وأفزعت القوم
(٢٧٩)