[من المديد] * اعلمي أن كل مؤتمر * مخطئ في الرأي أحيانا فإذا ما لم يصب رشدا كان بعض اللوم ثنيانا يقول إذا ركب رأسه وفعل الشئ عن غير مشاورة فلا بد من أن يخطئ فإذا لم يصب رشدا لامه الناس لوما بعد اللوم الأول على ركوبه هواه بغير مشاورة والثاني على خطأه وقال ربيعة بن جشم [من المتقارب] أحاربن عمرو كأني خمر * يعدو على المرء ما يأتمر خمر أي كأني خامرني داء أو وجع ويقال أراد كأني في عقب خمار وقوله ويعدو على المرء ما يأتمر يقول إذا ائتمر أمرا على غير رشد عدا عليه فأهلكه وهو شبيه بقولهم " من حفر حفرة وقع فيها " وأنا أحسب أصل هذا الحرف يفتعل من الأمر كأن نفسه أمرته بشئ فائتمر أي فأطاعها أو أن هواه دعاه إلى شئ فتابعه ومثله في الكلام عذلته فاعتذل أي فأعتب ورددته فارتد فأراد عمر أنه لا يأتي برشد من ذات نفسه ولا يقبل ممن يرشده وأخبرني السجستاني عن أبي عبيدة أنه قال في قول الله جل وعز " إن الملأ يأتمرون بك " أراد يتشاورون فيك واستشهد أبو عبيدة على " يتشاورون فيك " قوله " ويعدو على المرء ما يأتمر " وليس يجوز أن يكون في هذا الموضع يأتمر يشاور لأن المشاورة رشد وخير فكيف يعدو عليه ما شاور فيه والمعنى ما ذكرناه وأما قول النمر بن تولب [من المتقارب] أرى الناس قد أحدثوا شيمة * وفي كل حادثة يؤتمر فإنه أراد في كل أمر يحدث تفكر ونظر وارتياء رأي
(٢٧٦)