وقوله وأشهر بالعصا وأدفع باليد يريد أنه يرفع العصا يرهب بها ولا يستعملها ولكنه يدفع بيده وقوله ولولا ذلك لأغدرت يريد لولا هذا التدبير وهذه السياسة لخلفت بعض ما أسوق وهذه أمثال ضربها أصلها في رعيه الإبل وسوقها وإنما يريد بها حسن سياسته الناس في هذا الغزاة التي ذكرها يقول فإذا كنت أفعل هذا في أيام رسول الله صلى الله عليه وسلم مع طاعة الناس له وتعظيمهم إياه فكيف لا أفعله بعده وإن كان راعي الإبل رفيقا بها عالما بمصالحها قيل له ترعية وإذا كان عنيفا بها يخرق في إيرادها وإصدارها قيل حطمة لأنه يحطمها ويلقي بعضها على بعض وروى جرير بن حازم عن الحسن عن عائذ بن عمرو أنه دخل على عبيد الله بن زياد فقال له أي بني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " شر الرعاء الحطمة " وكان بعض الرواة يعيب قول أبي النجم في صفة راعي الإبل [من الرجز] صلب العصا جاف عن التغزل ويقول الراعي لا يوصف بصلابة العصا وإنما الجيد قول الراعي [من الطويل] ضعيف العصا بادي العروق ترى له * عليها إذا ما أمحل الناس إصبعا أي أثرا حسنا وقال بعضهم لم يرد أبو النجم العصا التي تكون معه إنما أراد أنه صلب القناة يعني البدن ويقال أيضا حطم بلا هاء وأنشد الأصمعي [من الرجز] قد حشها الليل بسواق حطم
(٢٦٥)