وجد رجلا مع امرأته لضربه بحد سيفه لا بعرضه ولم يصبر إلى أن يأتي بأربعة شهداء وقال أبو محمد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم إن أبا أيوب قال له يا رسول الله دلني على عمل يدخلني الجنة فقال له " أرب ماله تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصل الرحم " يرويه أبو الوليد عن شعبة عن محمد بن عثمان بن عبد الله بن موهب عن موسى بن طلحة عن أبي أيوب قوله أرب ماله هو من الآراب مأخوذ والآراب الأعضاء واحدها إرب ومنه قيل قطعته إربا إربا أي عضوا عضوا والمعنى في قوله أرب أي سقطت أعضاؤه وأصيبت وهي كلمة مقولة لا يراد بها إذا قيلت وقوع الأمر كما يقال " عقري حلقى " أي عقرها الله وأصابها في حلقها بوجع وكقولهم قاتله الله وكقولهم تربت يداك أي افتقرت وأشباه هذا كثير ومنه حديث عمر رضي الله عنه أنه قال لليحارث بن أوس " أربت عن ذي يديك " يريد سقطت آرابك من اليدين خاصة وقد ذكر هذا أبو عبيد في حديث عمر وقد بلغني أنه يروى أرب ماله بالرفع فإن كان المحفوظ هذا فإن الأرب من الرجال ذو العلم والخبرة وقال أبو العيال الهذلي يصف رجلا يرثي ابن عم له من مجزوء الوافر يلف طوائف الفرسان وهو يلفهم أرب أي ذو علم بذلك وخبرة وقال أبو محمد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم إن عمر بن الخطاب قال دخلت عليه وعنده غليم أسود يغمز ظهره فقلت يا رسول الله ما هذا الغليم فقال إنه تقحمت بي الناقة الليلة "
(١٨٧)