وكان بعضهم يجعل مكة وبكة شيئا واحدا يقيم الباء مقام الميم كما يقال سمد رأسه وسبده إذا استأصله وكما يقال لازم ولازب وخبرني السجستاني وغيره باشتقاق أسماء من أسماء البلاد ذكرت منها بعضا في هذا الموضع قالوا الرقة الموضع الذي نضب عنه الماء والبصرة الحجارة الرخوة تضرب إلى البياض وقال ذو الرمة وذكر حوضا [من الطويل] جوانبه من بصرة وسلام فإذا حذفوا الهاء قالوا بصر فكسروا الباء ولذلك يقال في النسب إلى البصرة بصري وبصري والكوفة رملة مستديرة ومنه يقال كأنهم يدورون في كوفان أي في شئ مستدير بنصب الكاف وضمها والأبلة الفدرة من التمر والأردن النعاس وهذان الحرفان عن يعقوب ابن السكيت وأنشد [من الرجز] وقد علتني نعسة أردن ومصر الحد وأهل هجر يكتبون في شروطهم اشترى فلان الدار بمصورها كلها أي بحدودها وقال عدي بن زيد [من البسيط] واجعل الشمس مصرا لا خفاء به * بين النهار وبين الليل قد فصلا أي حدا والربذة صوفة من العهن تعلق على الإبل وهيت هوة من الأرض وسميت هيت لأنها في هوة قالوا أو من قال منهم ونرى هذه أصول أسماء هذه الأمصار وقول الهاتف فتحلبت له بصريح والصريح الخالص ومنه قيل عربي صريح ومنه قيل صرح بالأمر إذا جاء به خالصا لم يكن عنه والضرة لحم الضرع وقوله فغادرها رهنا لديها لحالب يريد أنه خلف الشاة عندها مرتهنة بأن تدر
(١٩٨)