وهو حكاية أصوات الجن قال وإنما قيل للفرج ذبذب لأنه يتذبذب إذا مشى الرجلأ أي يذهب ويجئ ومنه قول الله جل وعز في المنافقين " مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء " يريد أنهم متحيرون بين الفريقين لا يقتلهم هؤلاء ولا هؤلاء:
وقد ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم الشاة بين الربضين مثلا وقد تقدم تفسير ذلك وأنشد أبو زيد من الرجز ولو رأتني والنعاس غالبي * على البعير نائسا ذباذبي يعني مذاكيره ونوسها حركتها يريد أنه ينام فتحرك مذكيره بحركة البعير وقال أبو محمد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " لروحة في سبيل الله أو غدوة خير من الدنيا وما فيها ولقاب قوس أحدكم من الجنة أو موضع قده خير من الدنيا وما فيها " حدثنيه أبي رحمه الله حدثنيه محمد بن عبيد عن معاوية عن أبي إسحق عن حميد الويل عن أنس بن مالك قوله قاب قوس أحدكم أي مقدار قوسه إذا ألقاها قال الله جل وعز فكان قاب قوسين أو أدنى " وقوله أو موضع قده بكسر القاف يعني موضع سوطه ويقال للسوط القد المقدود وهو مثل القسم والقسم فالقسم مصدر قسمت والقسم النصيب ومثل السقي والسقي فالسقي مصدر سقيت والسقي حظك من الماء وأنشدني عبد الرحمن عن عمه ليزيد بن الصعق بقوله لبني أسد [من الطويل] فرغتم لتمرين السياط وكنتم * يسن عليكم بالقنا كل مربع