وإنما قيل لعناقيد البرير غربان البرير لسوادها وقال بشر وذكر امرأة [من الطويل] رأى درة بيضاء يحفل لونها * سخام كغربان البرير مقصب وقال أبو محمد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم " إن أزواجه كن يدلحن بالقرب على ظهورهن يسقين أصحابه بادية خدامهن " يعني في غزوة أحد حدثنيه أبي حدثنيه محمد بن داود عن عبد الواحد بن غياث عن حماد عن ثابت عن أنس قوله يدلحن أي يحملن وكل من حمل حملا ثقيلا فمر به فقد دلح به يدلح قال الكميت وذكر الغيث [من مجزوء الكامل] خضل النطاف مع القطاف يمج من دلح مواقر النطاف هاهنا القطر ويقال نطف السقاء إذا قطر ومنه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن رجلا قال له رأيت في النوم ظلة تنطف سمنا وعسلا " والقطاف السير البطئ والدلح السحائب المثقلة وكذلك المواقر هي الموقرة وقوله بادية خدامهن يعني خلاخيلهن الواحدة خدمة وهي أيضا الحجول واحدها حجل وهي البرين والبري أيضا واحدتها برة.
وانما قيل برذون محجل ومخدع (172)، من الحجل والخدمة، لأنه أبيض موضعهما منه وقال أبو محمد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم " إنه دخل يوما حائش نخلأ فرأى بعيرا فلما رآه البعير خن أو حن وذرفت عيناه فمسح النبي صلى الله عليه وسلم سراته وذفراه فسكن فقال لصاحبه أحسن إليه فإنه شكا إلي إنك تدئبه وتجيعه "