[من الوافر] وخور مجاشع تركوا لقيطا * وقالوا حنو عينك والغرابا وفي حديث آخر " أنه بينا هو وجبرئيل يتحدثان تغير وجه جبريل حتى عاد كأنه كركمة " والكركمة واحدة الكركم وهو الزعفران وأحسبه فارسيا معربا وبه سمي الدواء المنسوب إلى الكركم أنشد أبو عبيدة [من الرجز] غيبا أرجيه ظنون الأظنن * أماني الكركم إذ قال اسقني وهذا كما يقول الناس منى الكمون: وفي حديث آخر أنه كان قبل أن يوحى إليه يأتي حراء فيتحنث فيه الليالي أي يتعبد وقيل للتعبد التحنث لأنه يلقي الحنث عن نفسه ومنه التحوب والتأثم وليس يعرف تفعل الرجل إذا ألقى الشئ عن نفسه غير هذه قال الكميت وذكر ذئبا أطعمه وسقاه [من الطويل] ووصب له شول من الماء غابر * به كف عنه الحيبة المتحوب فقوله كف عن نفسه بمعنى ألقاه عنه ومنه قول حكيم ابن حزام يا رسول الله أرأيت أمورا كنت أتحنث بها في الجاهلية من صدقة وصلة رحم هل لي فيهما من أجر فقال له النبي صلى الله عليه وسلم " أسلمت على ما سلف من خير " يريد بأتحنث ألقي عن نفسي الحنث وأطلب النماء والبركة وقال أبو محمد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم " إنه وأبا بكر حين خرجا مهاجرين استأجرا رجلا من بني الديل هاديا خريتا فأخذ بهم يد بحر " يرويه معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة.
قوله هاديا خريتا يريد دليلا ماهرا بالدلالة والدلالة جميعا بفتح الدال