يقال مرجت دابتي إذا خليتها وأمرجتها إذا رعيتها قال الشاعر [من الرمل] مرج الدين فأعددت له * مشرف الحارك محبوك الكتد وقوله ظهرت الرغبة يريد كثر السؤال وقل الاستعفاف ومنه قولك رغبت إلى فلان في كذا إذا سألته إياه ومثله قول عبد الله بن مسعود حين ذكر نقصان الإسلام فقال " وآية ذلك أن تفشو الفاقة " وقوله واختلف الإخوان يريد اختلاف المسلمين في الفتن وتحزبهم ويكون الاختلاف الذي يقع بينهم في الأهواء والبدع حتى يتباغضوا ويتعادوا ويتبرأ بعضهم من بعض وأما قوله لعبد الله بن عمر " كيف أنت إذا بقيت في حثالة من الناس " فإن الحثالة رذال الناس وشرارهم وهو الردئ من كل شئ ومنه حديثه الآخر " لا تقوم الساعة إلا على حثالة من الناس " ومثله الخشارة والحفالة وفي حديث آخر أنه قال " يذهب الصالحون الأول فالأول حتى تبقى حفالة كحفالة التمر " وفي الحثالة لفظ آخر روي عن أنس أنه قال " اللهم إني أعوذ بك أن أبقى في حثل من الناس لا تبالي أغلبوا أو غلبوا 69 - وقال أبو محمد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم أن سلمة بن الأكوع سأله عن الصلاة في القوس والقرن فقال " صل في القوس واطرح القرن " يرويه عقبة بن خالد السكوني عن موسى بن محمد بن إبراهيم التيمي عن أبيه عن سلمة بن الأكوع قال الأصمعي القرن جعبة من جلود تشق ثم تخرز وإنما تشق حتى تصل الريح إلى الريش فلا يفسد قال الشاعر [من الرجز] يا ابن هشام أهلك الناس اللبن * فكلهم يغدوا بقوس وقرن
(١٣٢)