الرجل يعني محمدا عليه الصلاة والسلام فيقول لا أدري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته فيقول لا دريت ولا تليت ولا اهتديت رواه علي بن المديني عن عبد الملك بن عمر عن عباد بن راشد عن داود بن أبي هند عن أبي نصرة عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله " ولا تليت " هكذا يقولونه وإذا قطع أيضا من لا قالوا تليت وهو غلط وفيه قولان بلغني عن يونس البصري أنه قال هو لا دريت ولا أتليت ساكنة التاء يدعو عليه أن لا تتلي إبله أي لا يكون لها أولاد تتلوها أي تتبعها يقال للناقة قد أتلت فهي متلية وتلاها ولدها إذا تبعها وقال غيره هو لا دريت ولا ائتليت تقديره افتعلت من قولك ما ألوت هذا ولا استطعته ويقال لا آلو كذا أي لا أستطيعه كأنه يقال لا دريت ولا استطعت وهذا أشبه بالمعنى ولفظه أشبه باللفظ في الحديث ألا ترى أنك إذا خففت الهمزة وأدرجت الكلام وافقت اللفظة لفظ المحدث 46 - وقال أبو محمد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم " أنه سمى الغراب فاسقا " حدثنيه أبي حدثنيه محمد عن القعنسي عن مالك عن هشام بن عروة عن أبيه الفاسق العاصي وأصل الفسق الخروج من الشئ قال الله تعالى " إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه " أي خرج عن طاعته قال الفراء ولا أحسب الفأرة سميت فويسقة إلا لخروجها من جحرها على الناس حدثني أبي حدثني القومسي عن عبد العزيز بن عبد الله الأوسي ثنا الليث بن سعد عن أبي الزبير عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " غطوا الإناء وأوكوا السقاء وأغلقوا الباب وأطفئوا السراج فإن الفويسقة تصرم على أهل البيت بيتهم " يعني الفأرة ولا أراه سمى الغراب فاسقا إلا أن نوحا عليه السلام كان أرسله ليأتيه بخبر ماء الطوفان فوجد جيفة طافية على الماء فشغل بها ولم يرجع إليه
(١٠٦)