الله " وعلى هذه الرواية يجوز أن تجعل الإهتار بمنزلة الاستهتار وهو كالولوع بالشئ وتجعل المفردين المنفردين المتحلين من الناس بذكر الله جل وعز 43 - وقال أبو محمد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم " إن سفينة أشاط دم جزور بجذل فأكله رواه علي بن المديني عن عثمان بن عمر عن علي بن المبارك عن يحيى بن أبي كثير عن عمر بن هارون عن صهيب عن سفينة [59 / ب] قوله أشاط دم جزور أي سفكه يقال أشاطدمه فشاط أي أبطله فبطل وأصل الإشاطة الإحراق وقال الأعشى من البسيط قد نخضب العير من مكنون قائله * وقد يشيط على أرماحنا البطل أي يبطل دمه وهكذا كان الأصمعي يرويه نخضب العير من مكنون قائله والفائل والفأل عرق في الفخذ وكان غيره يرويه قد يطعن العير في مكنون فائله وكان الأصمعي ينكر هذا ويقول كيف يطعنه في الدم ويقال أشاط فلان دم فلان إذا عرضه للقتل والأصل في هذا كله الإحراق والجذل أصل الشجرة يقطع وفيها لغتان جذل وجذل هذا أصله وربما جعل العود جذلا وهو كذلك في هذا الموضع أراد به ذبحه بعود قد أحده للذبح وجمع الجذل أجذال وفي بعض الحديث " كيف تبصر القذاة في عين أخيك ولا تبصر الجذل في عينك " 44 - وقال أبو محمد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم " إنه لما فرغ من قتال أهل بدر أتاه جبريل على فرس أنثى حمراء عاقدا ناصيته عليه درعه ورمحه في يده قد عصم ثنيته الغبار فقال " إن الله جل وعز أمرني أن لا أفارقك حتى ترضى فهل رضيت قال نعم قد رضيت فانصرف
(١٠٤)