يرويه إسماعيل بن علية عن عوف عن أبي المنهال عن أبي برزة قوله حين تدحض الشمس يعني تزول واصل الدحض الزلق يقال دحض يدحض دحضا إذا زلق وجعل الشمس تدحض لأنها لا تزال ترتفع من لدن تطلع إلى أن تصير في كبد السماء ثم تنحط عن الكبد للزوال فكأنها تزلق في ذلك الوقت فلا تزال في انحطاط حتى تغرب ومن ذلك قول معاوية لعمرو بن العاص حين ذكر له ما وراه عبد الله ابنه عن قول النبي صلى الله عليه وسلم لعمار " تقتلك الفئة الباغية " لا تزال تأتينا بهنة تدحض بها في نولك أنحن قتلناه إنما قتله الذي جاء به 42 - قال أبو محمد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " سبق المفردون قالوا وما المفردون قال الذين أهتروا في ذكر الله يضع الذكر عنهم أثقالهم فيأتون يوم القيامة خفافا " يرويه محمد بن بشر عن عمر بن راشد عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة قوله أهتروا من الهتر وهو السقط من القول والغلط يقال أهتر الرجل فهو مهتر إذا أصابه ذلك من الخرف ومنه أخذ التهاتر في القول بين الرجلين قال أبو زيد هو أن يدعي كل واحد منهما على الآخر باطلا وقال غيره هي الأقاويل والشهادات التي يكذب بعضها بعضا والأصل الهتر وهو أن يحمله اللجاج والحمية على أن يتكلما به وقال النبي صلى الله عليه وسلم " المستبان شيطانان يتكاذبان ويتهاتران وأما المفردون فهم الهرمى الذين قد هلك لداتهم من الناس وذهب القرن الذي كانوا فيه وبقوا فهم يذكرون الله وقد اهتروا وهو كما تقول قد هرم فلان في طاعة الله وخرف في ذكر الله تريد هرم وهو يطيع الله وخرف وهو يذكره أي لم يزل يفعل ذلك حتى خرف وهرم هكذا أراه والله أعلم وقد روي عن أبي هريرة أيضا أنه قال " سبق المفردون المستهترون بذكر
(١٠٣)