فإنما أراد رجلا قتل يقول فلما قتل كفئت جفنة وقال آخر [من الوافر] وماذا بالقليب قليب بدر * من الشيزى تكلل بالسنام والشيزى خشب الجفان وإنما أراد كم بالقليب من جفنة تكلل بالسنام يعني أن صاحبها قتل والغراء البيضاء من الشحم وقوله لا يستجرينكم الشيطان هو من الجري والجري الوكيل يقول جريت جريا واستجريت جريا أي اتخذت وكيلا تسجعوا فتكونوا كأنكم تنطقون عن الشيطان وقد قال لرجل مسجع في منطقه " أسجع كسجع الكهان " وجاءت في كراهة مثل هذا عنه أحاديث كثيرة ذكر فيها البلغاء والثرثارين والمتشدقين والمتفيهقين 47 - وقال أبو محمد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " إن أهل الجنة أكثرهم البله " رواه عمرو بن حماد عن سلامة بن عقيل عن ابن شهاب عن أبيه يذهب عوام الناس إلى أن البله هاهنا المجانين ومن لا يعقل ويمتد إلى خشائرهم ولا أرى إلا أن موحد الله وعابده بعقل وعلم وإن كانت منه الزلات والهفوات أفضل عند الله من المجانين وأولى بتعظيم الحرمة في المحيا والممات وليس البله الذين ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم أكثر أهل الجنة على ما ظنوا وإن كنا لا نبعد أولئك أيضا من رحمة الله وفضله وإنما البله في الحديث الذين غلبت عليهم سلامة الصدور وحسن الظن بالناس قال النمر بن تولب [من الكامل] * ولقد لهوت بطفلة ميالة * بلهاء تطلعني على أسرارها يريد أنها غر ليس لها دهاء فهي تخبرني بأسرارها ولا تفهم ما في ذلك
(١٠٩)