أبرم! ولو اعتبرت بما مضى حفظت ما بقي. والسلام (١).
٢٤٠٢ - عنه (عليه السلام) - من كتاب له إلى معاوية -: أما بعد؛ فإن الله سبحانه قد جعل الدنيا لما بعدها، وابتلى فيها أهلها؛ ليعلم أيهم أحسن عملا. ولسنا للدنيا خلقنا، ولا بالسعي فيها أمرنا، وإنما وضعنا فيها لنبتلي بها، وقد ابتلاني الله بك، وابتلاك بي، فجعل أحدنا حجة على الآخر، فعدوت على الدنيا بتأويل القرآن، فطلبتني بما لم تجن يدي ولا لساني، وعصيته أنت وأهل الشام بي وألب عالمكم جاهلكم، وقائمكم قاعدكم؛ فاتق الله في نفسك، ونازع الشيطان قيادك، واصرف إلى الآخرة وجهك؛ فهي طريقنا وطريقك. واحذر أن يصيبك الله منه بعاجل قارعة تمس الأصل وتقطع الدابر؛ فإني أولي لك بالله ألية غير فاجرة، لئن جمعتني وإياك جوامع الأقدار لا أزال بباحتك ﴿حتى يحكم الله بيننا وهو خير الحكمين﴾ (2) (3).
2403 - عنه (عليه السلام) - من كتاب له إلى معاوية -: أما بعد؛ فقد آن لك أن تنتفع باللمح الباصر من عيان الأمور، فقد سلكت مدارج أسلافك بادعائك الأباطيل، واقتحامك غرور المين والأكاذيب، وبانتحالك ما قد علا عنك، وابتزازك لما قد اختزن دونك، فرارا من الحق، وجحودا لما هو ألزم لك من لحمك ودمك، مما قد وعاه سمعك، وملئ به صدرك، فماذا بعد الحق إلا الضلال المبين، وبعد البيان إلا اللبس.